أينما توجه تشانغ ليان تشى, حمل دائما معه شيئين: صورة ولده واللاب توب الخاص به.

قال تشانغ: " اننى دائم الانشغال لأعتنى أو حتى التقى مع ولدى البالغ 15 ربيعا. لذلك احتاج ان اصطحب صورته."

تشانغ لا يذكر كم عدد رحلات العمل التى يقوم بها فى كل عام, فهو شريك فى شركة الصين رايتسون للمحاسبين العموميين المحدودة التى مقرها فى بكين.

وثمة شيء مهم آخر, الا وهو ان تشانغ ( 43 سنة ) يحتاج لأن يعمل حتى ما سنح له وقت كى " يكتب مقترحاته فى اللاب توب فيما يتعلق بتسوية مسائل اقتصادية شائكة للحكومة والحزب " حسبما يقول.

تشانغ يستفيد من وظيفتها ك "عضو ارتباط " لدائرة اعمال الجبهة المتحدة التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى. يتعلم من الزبائن والزملاء وخبراء الاقتصاد حول كيفية التطوير السليم لمهنته ولاقتصاد البلاد.

قال تشانغ: " فى الآونة الأخيرة, كتبت تقريرين لدائرة اعمال الجبهة المتحدة, احدهما كان تحذيرا عن السخونة المفرطة الاقتصادية, اقترحت فيه جملة من السياسات لتقليل السيولة وتحسين السيطرة على تدفقات القروض. اما الآخر, فكان عن فقاقيع محتملة لسوق المال ".

أضاف تشانغ الذى حصل على دكتوراه فى الاقتصاد من جامعة بكين: " الموضوعان مسألة كبيرة قليلا بالنسبة لى, لكنى أراهما مهمين. قضيت عدة أشهر فى اعدادهما. اجمع المواد, أتحدث الى خبراء الاقتصاد, واستخدم ما أحوز من معرفة للتحليل, وفى نهاية الأمر اكملتهما ".

انه على يقين من ان التقريرين ستحولهما دائرة اعمال الجبهة المتحدة الى الدوائر الحكومية للرجوع اليهما.

يحوز تشانغ خبرة عملية طالت اكثر من عشر سنين فى شركة محاسبة خاصة, وحقق دخلا محترما, ومع ذلك يشعر غالبا انه " منعزل عن المجتمع الى ان شارك فى " دورة بحوث نظرية " عام 2006, كانت مخصصة حول " الطبقة الاجتماعية الجديدة " فى الصين, وبرعاية دائرة اعمال الجبهة المتحدة.

قال تشانغ: " عرفت شيئا عن النظام الاقتصادى والسياسى الأساسى بالبلاد, والوضع الاقتصادى والسياسى العام فى الداخل والخارج. قمت وزملائى ايضا بأعمال فحص وتحقيق بالأرياف النائية والمتخلفة للاطلاع على الوضع الوطنى."

" لكونى عضو ارتباط لدائرة أعمال الجبهة المتحدة, يقدم مقترحات للحكومة ويحضر دورة دائرة اعمال الجبهة المتحدة, حصلت على قناة اتصال مع السلطات الحاكمة وعرفت موقعى فى المجتمع. "

بزغ مفهوم " طبقة اجتماعية جديدة " رسميا فى كلمة لقائد الحزب ورئيس الدولة السابق جيانغ تسه مين, بمناسبة الذكرى 80 لتأسيس الحزب الشيوعى الصينى عام 2001.

قال انه منذ بدأ الاصلاح والانفتاح, بزغت " طبقة اجتماعية جديدة ", قدم كثير من اعضائها مساهمات كبرى للمجتمع من خلال العمل الأمين والعمل القانونى.

قال جيانغ: كان هناك ايضا بناة للقضية الاشتراكية مع العمال والفلاحين والمثقفين والكوادر وافراد جيش التحرير الشعبى.

حينما تأسيس الحزب الشيوعى الصينى فى عام 1921, كان الحزب يمثل فى الأساس العمال والفلاحين.

وكمثل تشانغ ليان تشى - ان لين كاى ون هو عضو فى هذه الطبقة الاجتماعية الجديدة. رئيس مجلس ادارة مجموعة شانغهاى كاى تشيوان للمضخات المحدودة, شارك ايضا فى " دورة البحوث النظرية " عام 2006.

قال لين: " الدورة ساعدتنى على معرفة سياسات الدولة والخطوط المرشدة الحاكمة من مستوى اعلى, لذلك يمكننى ان أشارك بشكل أفضل فى الشؤون السياسية, وان أساهم بتقديم الافكار للسلطات ".

بدأت " دورة البحوث النظرية " السنوية بالعام 2004. وفى كل دورة, يشارك نحو 50 عضوا هم فى الأساس من شركات خاصة, وموظفون على مستوى المدير بشركات أجنبية التمويل, ومتخصصون يعملون بأنفسهم ومنظمات وساطة.

لين تشى مين نائب الأمين العام لدائرة اعمال الجبهة المتحدة, قال ان الدورة هدفها " تعزيز الارتباط والاتحاد مع ممثلى الطبقة الاجتماعية الجديدة ".

اضاف لين: " من خلال الدورة, نقوم بتبليغ وتعميم السياسات والخطوط المرشدة الجديدة للحزب الشيوعى الصينى الى الطبقة الاجتماعية الجديدة, ومعرفة تفكيرهم, واكتشاف وتدريب واختيار المرشحين لتشكيل كتائب موهوبين خارج الحزب الشيوعى الصينى."

انشأت دائرة أعمال الجبهة المتحدة احتياطى مواهب للطبقة الاجتماعية الجديدة, وان عددا كبيرا من المرشحين هم خريجو الدورة النظرية. " فى الوقت الراهن, نقوم بانشاء نظام تقويم لترشيح اشخاص من الاحتياطى الى بعض المناصب الحكومية المهمة."

تشمل " الطبقة الاجتماعية الجديدة " رجال اعمال من القطاع الخاص, وفنيين, وموظفين على مستوى المدير فى شركات خاصة أو أجنبية التمويل, وعاملين بأنفسهم, ومنظمات وساطة.

حسب دائرة أعمال الجبهة المتحدة, فان 50 مليونا من هؤلاء المتخصصين كأعضاء ل " الطبقة الأجتماعية الجديدة " يملكون أو يديرون رساميل مجملها عشرة تريليونات يوان ( 1.3 تريليون دولار امريكى ).

تشن قوانغ جين - نائب مدير معهد علم الاجتماع لاكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية - قال ان " الطبقة الاجتماعية الجديدة " , مع التنمية الاقتصادية , تواقة الى التأثير فى صنع السياسة, وان تلقى اعترافا اكثر فى المجتمع.

يستشهد تشن بمدينة ونتشو فى مقاطعة تشجيانغ بشرق الصين, حيث الاقتصاد الخاص شديد الازدهار. فرجال الاعمال من القطاع الخاص يحاولون الفوز فى انتخابات رؤساء لجان القرى, ونواب مجالس الشعب, واعضاء الهيئات الاستشارية السياسية.

انتخب ما يفوق على 900 عضو من " الطبقة الاجتماعية الجديدة " نوابا بمجالس نواب الشعب على مستوى المحافظة او ما فوق, بينما جرى ترشيح 30.000 آخرين كأعضاء بالهيئات الاستشارية السياسية على مستوى المحافظة او ما فوق ذلك.

لين تشى مين قال ان الممثلين الناجحين ل" الطبقة الاجتماعية الجديدة " يتحلون دائما ببصرة سياسية نافذة, ومعرفة متخصصة. ليسوا فقط ذوى شأن فى تنمية اقتصاد السوق الاشتراكى, بل هم قوة نشطة لتطوير سياسة ديمقراطية اشتراكية.

قال لين: " ان توحيد وتوجيه'الطبقة الاجتماعية الجديدة' للمشاركة فى السياسة, مسألة لازمة لبناء مجتمع متناغم اشتراكى ولتوسيع أساس الحزب الحاكم ".

ان للحزب الشيوعى الصينى تاريخا من المشاورات مع الاحزاب غير الشيوعية الثمانية والشخصيات اللاحزبية والمنظمات بالبر الصينى , بشأن استطلاع آرائها وتوصياتها حول المسائل الهامة.

تشن شياو يينغ - نائب الرئيس السابق لمعهد الاشتراكية المركزى - قال: " ان مشاركة الطبقة الاجتماعية الجديدة فى الشؤون السياسية قد حسنت كما وكيفا على حد سواء. "

يزداد اعضاء " الطبقة الاجتماعية الجديدة " يشغلون مناصب رفيعة او حتى مناصب حكومية عالية كما يقول تشن.

اضاف تشن بأن أبرز الممثلين هو: وان قانغ - وزير العلوم والتكنولوجيا, وتشن تشو - وزير الصحة. كانا أول من شغل منصبا من غير الشيوعيين فى مجلس الدولة منذ سبعينات القرن 20, حين أطلقت الصين حملة الاصلاح الاقتصادى والانفتاح.

وان قان - عضو حزب تشى قونغ ( المصلحة العامة ) الصينى حل محل شوى قوان هوا ( 65 سنة ) كوزير للعلوم والتكنولوجيا فى ابريل 2006.

وان - مهندس سيارات سابق فى شركة أودى بألمانيا - من مواليد أغسطس 1952. كان رئيسا لجامعة تونغجى بشانغهاى قبل تعيينه وزيرا.

قال لين تشى مين: " تعيين عضو من غير الحزب الشيوعى الصينى وزيرا بمجلس الدولة هى خطوة مهمة فى تنفيذ وتحسين نظام التعاون متعدد الأحزاب والمشاورات السياسية تحت قيادة الحزب الشيوعى ".

فى يونيو 2006, أقر الهيئة التشريعية العليا الصينية تعيين تشن تشو ( 54 سنة ) بمجلس الدولة - عالم تدرب فى باريس, ليس له ارتباطات حزبية - كوزير الصحة الجديد بالصين.

قال تشانغ ليان تشى ان تعيين وان قانغ وتشن تشو انما يشير الى ان المزيد من اعضاء " الطبقة الاجتماعية الجديدة ", سيتولون مناصب حكومية مهمة. " الطبقة الاجتماعية الجديدة ستكون جاهزة ".