中文 English الاتصال بنا الأرباط المعنية
   صفحة رئيسية  > الأخبار
شراكة جديدة تقوم على علاقات قديمة بين الصين وافريقيا
2007-09-14 00:00

كثر هم الصينيون الذين فى الاربعينات من اعمارهم - مثل تشو تشى تشنغ - لديهم انطباع عن افريقيا, هذا الانطباع جاء من خط تنزانيا - زامبيا الحديدى الذى ساعدت الصين فى بنائه فى سبعينات القرن السابق , او عبر الاطباء المتطوعين الصينيين العاملين فى افريقيا منذ ستينات القرن 20.

تشو فى ربيعه الرابع والاربعين .. قال انه ولسنوات تصور ان افريقيا بلاد صحراوية , واقتصاداتها تنتمى الى العالم الثالث , غير ان انطباعه اخذ يتحول فى عام 2004 , حين اصبح مسؤولا لفريق فى المشروع الخاص بتصميم وبناء قمر صناعى لنيجيريا - اول قمر صناعى ارضى بأربعة ترددات فى افريقيا.

قال تشو : // سنحت لى الفرصة ان أزور أبوجا لتوصيل القمر الصناعى الى نيجيريا بعد اطلاقه فى الصين, وجرى اختباره عام 2007 //.

فى رأى تشو , ان // أبوجا حسنة التخطيط , والناس الذين التقيتهم هناك كانوا متخصصين وتواقين للتعلم. لقد تأثرت بما تتميز به تلك البلاد من حيوية وطموح //.

بالنسبة الى تشو, ان // طموح // لتطوير نيجيريا وغيرها من دول افريقية , يعنى فرص عمل كبرى للصين التى تتوق لتوسيع اسواقها الدولية مع التطور المتسارع الذى يشهده اقتصادها وتقنياتها.

قال ليو ناى يا _ الباحث فى الشؤون الافريقية باكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية : // بعد ما يزيد عن العقدين من الاصلاح والانفتاح, تجد الصين نفسها اليوم فى وضع لتقديم ما تحتاجه الدول الافريقية .. تكنولوجيا معقدة تناسب الاحوال الافريقية بتكلفة متدنية نسبيا , وخبرات فى مجال تخفيف الفقر والتنمية الاقتصادية //.

// مشروع القمر الصناعى مثال حسن. لدينا التكنولوجيا وللنيجيرين مطلب. هذا التعاون متبادل الفائدة //.

التقنيات الصينية , بالمقارنة مع التقنيات الغربية , ليست اكثر تقدما. ولكن _ قال ليو _ الخدمات التى تقدمها الصين هى فى العادة اكثر فعالية فى التكاليف. والاهم من ذلك .. الحقيقة القائلة ان الصين لديها رغبة جامحة لنقل تقنياتها , وجعل منتجاتها العالية التكنولوجيا فى متناول اكثر سهولة من المنتجات الغربية الى الدول الافريقية.

حسب تشو , ان الصين _ فى ظل صفقة القمر الصناعى النيجيرى _ ليست فقط انها صممت وبنت واطلقت القمر الصناعى , بل بنت ايضا محطتين للمراقبة الارضية ودربت خمسين فنيا نيجيريا.

قال تشو : // التدريب , بدءا من المعارف الاساسية الى مراقبة القمر الصناعى والتصميم و دام 15 شهرا. قال النيجيريون فى تقاريرهم الخاصة بالتقويم بعد التدريب : // الصينيون منكرون للذات // والتدريب // شامل //.

التجارة بين الصين وافريقيا ولعقود من الزمن , هيمنت عليها منتجات رخيصة الاثمان. يقول المراقبون ان التغير فى نمط التجارة مع ازدياد صادرات منتجات التكنولوجيا العالية الصينية بدلا من المنتجات الزراعية والنسيجية الكثيفة العمل, يدل على نوايا الصين من اجل تجارة اكثر توازنا ومشاركة اقتصادية اكبر فى افريقيا.

قال ليو // لقد تحولت العلاقات الاقتصادية تدريجيا _ مع تطوير الصين , وتقبل غالبية الدول الافريقية للاصلاحات والتعديلات الموجهة للسوق _ من المساعدات المجانية والتبرعات الى التعاون الاقتصادى والفنى البراغماتى .//

تكشف احدث الارقام من وزارة التجارة ان التجارة بين الصين وافريقيا , ارتفعت بصورة دراماتيكية من 12 مليون دولار امريكى فى عام 1950 الى 55 مليار دولار امريكى فى عام 2006, والعجز التجارى للجانب الصينى 2.1 مليار دولار امريكى , مما يجعل الصين ثالث اكبر شريك تجارى لافريقيا.

فى عام 2006 , وصلت الاستثمارات المباشرة الصينية فى افريقيا الى 6.64 مليار دولار امريكى .. تغطى مشاريع اتصالات , وطاقة كهربائية , وحفظ مياه , ونقل , وزراعة , وتصنيع .

اطلقت الصين // صندوق تنمية الصين _ افريقيا فى يونيو برأسمال اولى قدره مليار دولار امريكى , والهدف _ فى نهاية المطاف _ توسيع الرصيد الى خمسة مليارات دولار امريكى .. وذلك فى جهد جديد لتشجيع الشركات الصينية على الاستثمار فى افريقيا.

يأتى على رأس المقدمة : بنك التنمية الصينى _ صانع السياسة فى بكين _ الذى يتوقع مدة 50 عاما مما يسمى الصندوق الاكبر الوحيد بالعالم مستهدفا التنمية الافريقية.

سيستثمر الصندوق فى شركات صينية , تنفذ اعمالا فى افريقيا , وتقدم المشورة لتلك الشركات التى تخطط للاستثمار هناك .. حسبما قال قاو جيان , رئيس شركة صندوق تنمية الصين _ افريقيا الجديدة , ونائب رئيس بنك التنمية الصينى.

هذا الصندوق لن يسعى ان يكون المساهم صاحب الغالبية ولا اكبر فى الشركات كما يقول قاو // الارباح ليست من اولويات الصندوق. وصندوق الصين _ افريقيا يسعى الى تحقيق تقدم فى التنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية //.

ان الاستثمار الصينى فى افريقيا _ وبينما رحبت به دول افريقية كثيرة _ قد جلب مخاوف ايضا.

اوضح بعض المعلقين الافارقة بان الصين والدول الافريقية انما هى دول نامية , ومازالت الصناعات كثيفة العمل تلعب دورا رئيسيا فى اقتصاداتها. هذه المماثلة تقود الى منافسة فى مجالات معينة , مثل صناعة المنسوجات والاقمشة. واشاروا ايضا الى الاهتمام المحدود بمعايير البيئة والسلامة لبعض الشركات الصينية مثل قصور الاستثمارات الصينية.

يرد قادة الصين على هذه المخاوف والانتقادات. كان الرئيس الصينى هو جين تاو _ فى اثناء زيارته لثمانى دول افريقية فى اوائل العام الجارى _ شديد الحرص بشأن تغيير ذلك المفهوم ففى خطاب امام طلبة جامعة جنوب افريقيا , اكد على // التعاون الاقتصادى المتبادل الفائدة //. وفى ناميبيا , تشاور مع مدراء الشركات الصينية بشأن تحمل المسؤولية الاجتماعية ودفع الانسجام مع المحليين.

قال الرئيس هو جين تاو فى اثناء الزيارة // ان الحكومة الصينية لا تشجع الشركات الصينية بان تعتبر اسواق الدول الاخرى لمجرد زيادة فى كميات صادراتها //.

ولاجل تخفيف حدة التوتر حول منتجات المنسوجات والاقمشة الصينية , اعلنت الصين عن سلسلة من الاجراءات , بما فيها التوقف طوعيا عن صادرات الاقمشة الى جنوب افريقيا , فتقدم التدريب الفنى ومساعدات لصناعات المنسوجات الى الدول الافريقية وحظر 28 نوعا من مشاريع الاستثمارات فى المنسوجات.

مع ان الصين قد حققت فائضا تجاريا مقابل افريقيا بالسنوات الاخيرة , فقد تعهدت زيادة توسيع الواردات من الدول الافريقية.

فى قمة بكين لمنتدى التعاون الصينى _ الافريقى فى نوفمبر 2006 , اعلن الرئيس هو جين تاو عن 8 خطوات لتوطيد // النمط الجديد للشراكة الاستراتيجية // بين الصين وافريقيا , بما فى ذلك تعزيز انفتاح اسواق الصين امام صادرات الدول الاقل نموا فى افريقيا عبر زيادة العدد من 190 الى 440 للمنتجات ذات المعاملة الجمركية الصفرية.

هذه الاجراءات تشمل ايضا انشاء 3 _ 5 مناطق للتعاون التجارى والاقتصادى فى افريقيا فى الاعوام الثلاثة المبقلة . تقدم 3 مليارات دولار امريكى قروضا تفضيلية و2 مليار دولار امريكى اعتمادات تفضيلية للمشترى للدول الافريقية , وتدريب 15 الف خبير افريقى.

فى اثناء القمة .. قال المسؤولون الصينيون ايضا انهم سيعززون تنظيم نشاطاتهم الافريقية , ويحسنون ادارة المشاريع الافريقية. قال رئيس مجلس الدولة ون جيا باو ان المشاريع التى تنفذها شركات صينية , ستتم بشكل // مفتوح ونزيه وعادل وعقلانى وشفاف //. كما ستبذل جهود اكبر لضمان ان تكون المشاريع الصينية عالية الجودة وسليمة وصديقة للبيئة.

ان المشاركة الاقتصادية النشطة التى تقوم بها الصين فى افريقيا , سببت ايضا ذعرا وشكوكا لا سيما بين تلك الدول التى اعتادت سابقا تتمتع باسواق سهلة الوصول بلا قيود فى افريقيا.

تزعم بعض الشكوك ان اهتمام الصين بافريقيا انما هو النفط والموارد , وان علاقاتها الاوثق اقتصاديا وتجاريا ستؤدى الى نوع من // الاستعمار الجديد //.

وزير التجارة الصينى بو شى لاى قد نفى هذا الاتهام فى خلال الدورة البرلمانية السنوية فى مارس 2006 , اذ قال // كانت الصين فى ذات يوم ضحية للاستعمار , وليس لها سجل ابدا فى استعمار دول اخرى //.

قال الوزير بو شى لاى ان تجارة الصين النفطية مع افريقيا عادية وتقوم على اساس اسعار سوق معقولة . وتساءل الوزير // الاحصاءات تقول ان 36 بالمائة من صادرات النفط الافريقية فى عام 2006 قد توجهت الى اوربا , و33 بالمائة الى الولايات المتحدة , ونصيب الصين ليس سوى 8.7 بالمائة . اذا كان استيراد 8.7 بالمائة / من نفط افريقيا / يمكن اعتباره نهبا للموارد , فاذن كيف نعتبر ال 36 بالمائة وال 33 بالمائة  //

قال مراقبون صينيون ان الانخراط فى تجارة النفط وقطاعات اقتصادية اخرى فى افريقيا ,

ترحب به الدول الافريقية , اذا ان ذلك يتيح الفرصة لافريقيا بتنويع الشراكات الخارجية للقارة.

خه ون بينغ , مدير قسم الدراسات الافريقية لاكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية ببكين , قال // الدول الافريقية تتمتع بخيارات اكثر مع الصين التى , والى حد معين , تمنحها كلمة اكبر فى ما يتعلق بمواردها.

شو وى تشونغ _ مدير معهد الدراسات الاسيوية والافريقية التابع لمعهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة , قال ان الترحيب بالصين فى افريقيا , والى حد كبير , ينبغ مما اظهرته الصين من // الاخلاص والصداقة // فى العقود الماضية.

وقال شو وى تشونغ // فى ستينات وسبعينات القرن العشرين زاول المهندسون الصينيون اعمالا شاقة فى عموم افريقيا , يبنون استادات , ويعبدون طرقا , ويبنون مستشفيات للشعوب الافريقية , حتى برغم ان الصين نفسها كانت تعانى من صعوبات اقتصادية //.

فى ثمانينات القرن 20 , حين كانت افريقيا الى درجة ما // منسية // من قبل العالم الغربى , واصلت الصين تبذل الجهود لتحسين علاقاتها مع افريقيا. ومنذ 1991, حافظت الصين على تقليد موداه ان وزير خارجيتها يبدأ زياراته الرسمية السنوية لافريقيا.

قال شو // لقد دلت افعال الصين انها صديق لا يعرفك وقت الضيق , من يهجرك وقت الشدائد.//

قال رئيس مجلس الدولة ون جيا باو لرجال اعمال صينيين وافارقة فى خلال قمة منتدى التعاون الصينى _ الافريقى ان الصين يراودها الامل بان يستفيد الجانبان على نحو تام من طاقات التعاون الكامنة , وان يسعيا بجدية ليصل الحجم التجارى الى 100 مليار دولار امريكى بالعام 2020. مع العالم ان التجارة السنوية تنمو بنسبة 40 بالمائة بالسنوات الاخيرة.

اكد ون جيا باو مجددا على سياسة الصين الافريقية القائمة على اساس // المساواة السياسية والثقة المتبادلة والتعاون الاقتصادى المتبادل الفائدة والتبادلات الثقافية //.

 وقال رئيس مجلس الدولة ون // اننا لن ننسى ابدا التأييد النفيس الذى قدمته الدول الافريقية للصين فى جهودها لصيانة السيادة الوطنية وسلامة الاراضى. ان الصين ستواصل , كما كانت دائما , التعاون مع افريقيا على اساس الاخلاص والمنفعة المتبادلة //.

أخبر صديقك
  إطبع هذه الورقة