中文 English الاتصال بنا الأرباط المعنية
   صفحة رئيسية  > الأخبار
الصين ظمآنة الى مواهب فى قطاع المالية
2007-09-14 00:00

الشابة جيان جينغ تاو ابن الاثنين والعشرين ربيعا, قالت: "حين تؤاتينى الفرصة, سأشترى سيارة من طراز 7 BMW مهرا لزواجى. سأهديها لخطيبى اظهارا لحبى السارف نحوه".

ارخص سيارة من موديل BMW7 حوالى المليون يوان, فى حين ان معدل الدخل لسكان المدن بالصين حوالى 12.000 يوان بعام 2006 .

جيان جينغ تاو.. موظفة فى مقاطعة سيتشوان بجنوب غرب الصين, ودخلها الشهرى حوالى 1200 يوان كعمل اضافى حول الاحوال المناخية فى محطة تلفاز لولاية ليانغشان الذاتية الحكم لقومية يى- منطقة فقيرة فى سيتشوان حيث اغلب الناس لم يسمعوا حتى عن BMW .

اذن.. كيف لها ان تحقق هذا الحلم؟ حسنا.. بدلا من الاعتماد على وظيفتها الاضافية, هى تختزن افكارا اخرى.

قالت جيان وعيناها تشعان املا: " شاركت فى امتحان لتأهيل المحللين الماليين Chartered Financial Analyst واجتزت المستوى الثانى. ما هى الا خطوة واحدة عن افضل الهيئات المالية" ترى ان الحصول على وظيفة فى هذه الهيئات معناه خطوة واحدة اقرب الى حلمها فى حيازة السيارة.

البيانات الرسمية تقول ان الموظفين فى الهيئات المالية المشهورة يكسبون 15.000 يوان واكثر شهريا. وان الوظائف فى قطاع المالية يتصدر المقدمة.. على اساس مبدأ اقتصاد السوق: العرض والطلب.

سيلتحق نحو 45 مليونا بالقوى العاملة فى الاعوام الخمسة المقبلة بالصين, ولكن كثيرين منهم سيتولون وظائف كعمال وعمال بناء والدخل الشهرى ليس سوى 800 يوان.

قال قوه شو تشينغ- رئيس بنك الانشاء والتعمير الصينى- فى محاضرة بجامعة تشينغهوا البارزة , ان اغلب المشاكل المتعبة التى تواجه بنك الانشاء والتعمير فى استراتيجيته الرامية الى "التوجه الى الخارج" تتمثل فى نقص أعداد الموهوبين.

بنك الانشاء والتعمير - احد اربعة بنوك تجارية كبرى - يرغب فى انشاء فروع فى نيويورك ولندن كما قال قوه امام الطلبة, مضيفا ان البنك "متعطش للمتخصصين فى المحاسبة المالية وتحليل السندات المالية والادارة العالية وتسعير نسبة الفائدة وتسعير النقد الاجنبى".

الصين - ذات الاقتصاد المهم الاسرع نموا فى العالم, ونمو الناتج المحلى الاجمالى السنوى نحو 10 بالمئة فى الاعوام العشرة السالفة- قد اعتبرت لزمن طويل بانها مصنع العالم : تنتج حوالى 75 بالمئة من الاجهزة الكهربائية المنزلية بالعالم على سبيل المثال.

ولكن .. مع تحرك البلاد الى نظام مالى موجه اكثر الى السوق, فان المواهب فى قطاع المالية مرغوبون للغاية نظرا لوجود مسائل عديدة تحتاج الى معالجة.

ولاجل تخفيف حدة الشكاوى بشأن الاسعار المتدنية للصادرات الصينية, خففت الصين مستوى عملتها امام الدولار الامريكى فى يوليو 2005 , وربطت اليوان بسلة العملات الاجنبية, بما يسمح بتعويمه فى حدود 0.3 بالمئة حول نسبة التعادل المركزى الرسمى.

وى تشانغ شان.. تاجر منسوجات من شركة دونغشينغ للغزل والنسيج,قال : "كل شيء طرأ عليه تغيرات حين وسعوا نطاق التذبذب الى 0.5 بالمئة. فى واقع الامر, ارغب فى تشغيل شخص يقول لى كيف ادبر الامر".

فى يوليو 2005 , كان سعر الدولار الامريكى الواحد يعادل 8.28 يوان. وفى يوم 10 يوليو 2007 , كان السعر 7.58 يوان.

ولدى سماع التعليقات الاجنبية, قال يى قانغ- نائب محافظ بنك الشعب الصينى- ان سعر صرف الرنمينبى سيصبح, تدريجيا, اكثر مرونة.

وبالنسبة للبورصة ارتفعت مؤشرات شانغهاى باكثر من 130 بالمئة على اساس سنوى فى عام 2006 , بعد خمس سنين من سوق مشتد.. ذلك بفضل اصلاح لوائح السندات المالية ومواصلة حدوث نمو اقتصادى شديد.

قد تتبوأ بورصة الصين مركز استراليا, لتصبح الثالثة الاكبر فى آسيا بنهاية العام القابل, حسب تنبؤات يناير لنائب الرئيس التنفيذى لبورصة شانغهاى تشو تشين يه.

يود مدراء الصناديق المالية وتجار السندات المالية الصينيون ان يتنافسوا مع المنافسين الاجانب, مما يعيد اصحاب المواهب المالية. وذلك مع تفعيل اللوائح الجديدة فيما يتعلق بالاستثمارات الاجنبية.

فى الآونة الاخيرة.. صدرت وثيقة حكومية حول المستثمرين المؤسساتيين المحليين المؤهلين, تسمح لادارة الصناديق المحلية وشركات السندات المالية باتباع البنوك التجارية الى ساحة السندات الاجنبية.

شوى شياو سونغ- نائب المدير العام لشركة ادارة صندوق جنوب الصين- قال :// شرعنا نستعد لمنتجات المستثمرين المؤسساتيين المحليين المؤهلين قبل قرابة الستة اشهر//.

وقال مدير صندوق طلب عدم الكشف عن اسمه:" لهذا , بدأنا نجند. ومن سوء الحظ اننا لسنا وحدنا. فبعض شركات السندات الكبيرة تبحث عن اناس".

ليس غريبا ان بعض البنوك الاجنبية تطلب هى الاخرى مؤهلين. ففى عام 2005 , فتح بنك شرق آسيا خدمات شخصية, وهو الاول يفعل ذلك فى الصين.

فى الحوار الاقتصادى الاستراتيجى الصينى- الامريكى بشهر مايو, وافقت الصين على السماح للبنوك الاجنبية بان تصدر بطاقات الائتمان والديون باليوان الصينى.

هذه الخطوة تعتبر وسيلة لحفز المنافسة النزيهة بين الهيئات المالية المحلية والاجنبية.

فى مؤتمر الاعمال المالية الوطنى باوائل عام 2007 , قال رئيس مجلس الدولة الصينى ون جيا باو ان الصين ستسهل المنافسات النزيهة بين الهيئات المالية المحلية والاجنبية.

ومع قيام الحكومة بفتح القطاع المصرفى وفاء لالتزاماتها حيال منظمة التجارة العالمية, تصاعدت ايضا معركة الموارد البشرية للافضل والاسطع فى القطاع المالى.

تتوقع شركة هونغ كونغ - شانغهاى المصرفية فى ان ينمو موظفوها من 3000 - 4000 فى الصين هذا العام, وتخطط سيتى غروب لتوظيف آلف آخرين. اما ستاندرد تشارترد فقال انه ليس لديه هدف محدد لهذا العام, لكنه استأجر الف شخص فى عام 2006 .

فى وقت سابق هذا العام, قال ريتشارد يورك الرئيس التنفيذى لشركة هونغ كونغ - شانغهاى المصرفية, ان ايجاد موظفين ذوى خبرة كافية وتدريبهم على نحو دقيق لهما اشق مسألة تواجه البنك.

وقال وانغ تشاو - خبير اقتصادى بالمركز الصينى للبحوث الاقتصادية لجامعة بكين :" ليس فى الجامعات الصينية تعليم حقيقى حول المالية".

اضاف : " ما يسمى (تعليم) المالية فى الجامعات يتكون فقط من اجراءات السيطرة الكلية مثل السياسة النقدية ويعود الى ايام الاقتصاد المخطط. ان ما يريده الطلبة الصينيون فى الوقت الراهن هو دورات حول تحليل السندات المالية والادارة العليا".

وثمة استطلاع دولى جرى مؤخرا وصدر عن // دلوات للاستشارات// اكتشف ان ثلثى 636 من كبار المسؤولين فى القطاع المالى استطلعت آراؤهم, يظنون ان عرض المواهب العالية الكفاءة فى آسيا محدود او غير دقيق.

وقالت جين سكويرز المدير الادارى لمعهد CFA لعمليات آسيا والمحيط الهادئ .. قالت معلقة: "الجزء المحورى لكنه مخادع ان عليك ان تتقن الممارسة الدولية وايضا الواقع المحلى".

لو طلبت الهاتف رقم 5555- 820- 800 , فسيخبرك الخط الساخن لبنك التجاريين الصينى ان على حاملى بطاقة الائتمان ان يبلغوا فى خلال 48 ساعة عند فقدان بطاقاتهم.

لو فعلت ذلك فى حينه, ودل التحقيق ان تهما مخادعة وقعت خلال ال48 ساعة , فسيتحمل البنك 10.000 يوان كحد اقصى لبطاقات الائتمان العادية.

ليو تشاو يحمل بطاقة ائتمان لبنك التجاريين الصينيين.. قال :" معنى ذلك اننى لا بد من ان أفحص بطاقتى يوميا تقريبا والا افلست لاننى لم ار ابدا بائعا يفحص التوقيع فعلا."

"قالوا لى انهم لا يستخدمون صفقات الكلمة السرية لان توقيع البنك ممارسة دولية عيارية. يا الهى .. هذه هى الصين".

حددت الصين سياساتها الجديدة لصناعة المالية فى مؤتمر الاعمال المالية الوطنى باوائل 2007 , بما فى ذلك تعميق اصلاح البنوك المملوكة للدولة, وتسهيل الاصلاحات المالية الريفية, والدفع المطرد لاصلاح اسعار النقد والاجنبى الى الامام.

من المنتظر ان تتسارع خطوات القطاع المالى بالصين مع استمرار السوق فى توسيع الانفتاح.

قالت سكويرز: فى هذا العام, وقع 10.200 شخص للاشتراك فى امتحان CFA فى الصين بزيادة 30 بالمئة عن العام السابق. بمقدورنا ان نتوقع, بشكل معقول, ان يظهر 600 آخرون من حملة CFA بنهاية 2007."

اضافت :" ليس بمقدورى القول كم تحتاج الصين من خبراء المالية, لكن الامر المؤكد ان ثمة حيزا متسعا لذوى القدرات. فى الولايات المتحدة حاليا 44.220 شخصا يحملون مؤهل CFA . قارنوا هذا مع وجود 3650 فى هونغ كونغ و2133 فى سنغافورا, و1086 فقط فى الصين".

 فى هذا الحال , ان الشابة جيان جينغ تاو ذات القيم الصينية التقليدية العديدة, لديها فرصة ممتازة لتحقيق الحلم الذى يراودها, وحلم صديقها السعيد الحظ.. ربما بمساعدة بسيطة على شكل قرض مصرفى.

أخبر صديقك
  إطبع هذه الورقة