中文 English الاتصال بنا الأرباط المعنية
   صفحة رئيسية  > الأخبار
كلمة سعادة يوي شياو يونغ سفير جمهورية الصين الشعبية المعتمد لدي المملكة الأردنية الهاشمية في الحفلة المقامة لجمعية الصداقة الأردنية الصينية بمناسبة عيد الربيع الصيني لعام التنين
2012-02-02 02:43

يسعدنا أن نتجمع بين الأصدقاء للاحتفال بعيد الربيع الصيني التقليدي. واسمحو لي أن أعرب عن أحر الترحيب لكم جميعا نيابة عن سفارة جمهورية الصين الشعبية المعتمدة لدي المملكة الأردنية الهاشمية. وقبل أسبوع بدأ الشعبة الصيني احتفالهم بأيام عيد الربيع ودعا لسنة الأرنب واستقبالا لسنة التنين، فأود أن أسلم عليكم تمانيا لكم بموفور العافية والصحة وكل السعادة والتوفيق في السنة الجديدة، وكل عام وأنتم بخير. ويصادف اليوم عيد الميلاد الخمسين لجلالة الملك عبد الله الثاني المعظم، يسرني أن أغتنم هذه الفرصة المهمة للتعبير عن أصدق التهاني لجلالته، وعن فائق احترام لجلالته لجهوده المستمرة والمقيمة مع قادة الصين لدفع تطور علاقات التعاون الودية بين البلدين منذ عدة السنوات.

قد شهد الوضع في العالم تغيرات كبيرة في السنة الماضية حيث نجحت الصين في التغلب علي الصعوبات وتحقيق الأهداف للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ورفع أعمال التحديث الوطني الي مستوي جديد اعتمادا علي توحد قادتها وشعبها الوثيق ونضالهم الثابت، وذلك رغم أنها واجهت تحديات كبيرة لم يسبق لها مثيل كالأردن الصديق والدول الأخري. وتستمر الصين في الانفتاح علي الخارج وتعميق الاصلاح وتلتزم بالسير علي طريق التنمية السلمية وتسعي دائما ومن خالص قلبها وراء توثيق التعاون الودي والمتبادل المنفعة مع كافة دول العالم من بينها الأردن والمشاركة الايجابية في الشؤون الدولية وتعزيز استقرار الاقتصاد الدولي ونموه وتحسين آلية المعالجة الاقتصادية العالمية وبذل جهودها الجديدة لدفع عجلة السلم العالمي والتنمية المشتركة لكل الدول إلي الأمام 

     

وبمناسبة حلول السنة الجديدة، أود القول بكل الثقة بأن العلاقات الصينية الأردنية خاصة والعلاقات الصينية العربية عامة هي راسخة جدا ولها مستقبل مشرق. قبل حوالي اسبوعين، قد قام سيادة وين جياباو رئيس مجلس الدولة الصيني بزيارة ناجحة لكل من المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة ودولة قطر بما يعكس علي اعارة الصين أهمية عالية للدول العربية الصديقة، والأمر الّذي يرفع علاقات التعاون بين الصين والدول العربية إلي أعلي المستوي. وخلال هذه الزيارة، قد أكد الجانب الصيني أنّا نتابع تطوات الوضغ في منطقة الشرق الأوسط بكل الاهتمام، آملا أن الأطراف المعنية في دول المنطقة تحل الخلافات والتناقضات بأسلوب سلمي. ونحترم متطلبات دول المنطقة وشعوبها للتغيير والمصالح ونأيد الجهود التي يبذلها العالم العربي سعيا وراء حل سلمي للقضية السورية داعيا لوقف أعمال العنف والقتل تجاه المدنيين. كما نكون علي الثقة اليقينة بأنه لدول المنطقة وشعوبها القدرة والسبل علي مواجهة التحديات والعثور علي النظام السياسي ونمط التنمية الاقتصادية الذان يتفقان مع ظروفها الوطنية المختلفة.

والجدير بالذكر أن هذه السنة تصادف الذكري السنوية الخامسة والثلاثين لاقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والأردن. وتحت الرعاية المشتركة من أجيال قادة الجانبين، يحافظ تطور العلاقات الثنائية بين بلدينا علي زخم قوي منذ السنوات، حيث يستمر حوار رفيع المستوي وتتوطد الثقة السياسية المتبادلة ويتعمق التعاون المتبادل المنفعة وتتعزز الدعم والتنسيق المتبادلان في القضايا الدولية والاقليمية. وقد حققت التجارة بين الصين والأردن في عام2011 زيادة كبيرة مع زخم شديد بغض النظر عن اضطراب الوضع الاقليمي، حيث بلغ اجمالي التجارة الثنائية خلال أحد عشر شهرا الأولي 2.5 مليار دولار أمريكي وتمت الزيادة بنسبة 34% مقارنة مع نفس الفترة في عام 2010، ومن بينه شهد اجمالي استيراد الصين من الأردن زيادة بنسبة 82% ليبلغ 250 مليون دولار أمريكي. وقد أصبحت الصين ثاني أكبر شريك تجاري ومصدر الواردات للأردن. وإلي جانب ذلك، توسع التبادل الودي بين البلدين في المجالات الانسانية والثقافية والتعليمية والأمنية علي نحو المتزايد. وإن الجانب الصيني يقدر الجانب الأردني سواء علي التزامه بسياسة "الصين الواحدة" وتفهمه الدائم وتأييده تجاه قضيتي تايوان والتبت والخ اللتي تتعلق بمصالح الصين الجوهرية، وعلي دوره الايجابي في دفع عملية السلام في الشرق الأوسط. كما نأيّد القضايا العادلة للشعب العربي وعلي مقدمته الشعب الفلسطيني لاستعادة كافة حقوقه الوطنية المشروعة داعيا الأطراف المعنية إلي حل النزاع عن طريق المفاوضة والحوار من أجل اقامة دولة فلسطين المستقلة. وستستمر الصين في بذل جهود مشتركة مع المجتمع الدولي، من بينها الأردن، سعيا وراء دفع عملية السلام في الشرق الأوسط وتعزيز السلم والاستقرار في المنطقة.

قد أصبحت جمعية الصداقة الأردنية الصينية القوة الدافعة المهمة لتعزيز المواصلة الودية بين الشعبين منذ تأسيسها قبل ثلاثة وعشرين عاما، وإن رعايتكم ودعمكم من أهم الدوافع للعلاقات الصينية الأردنية حتي تصل إلي الحالة الجيدة اليوم. وإنكم كروابط الصداقة قد بذلتم جهودا مقيّمة وبناءة من أجل تعزيز التفاهم والشعور الودية بين الشعبين ودفع العلاقات الودية بين البلدين تطورا سليما. واسمحو لي أن أتقدم إليكم نيابة عن الجانب الصيني بخالص الامتنان وفائق الاحترام. ونستعد لمواصلة جهودنا مع الجمعية يدا بيد في سبيل دفع علاقات الصداقة والتعاون بين الصين والأردن تطورا مستمرا.

إن التنين هو الطوطم للأسلاف الصينيين، كما يسمي الصينيين أبناء التنين. منذ آلاف سنة، كثير من الأساطير الجميلة حول التنين في الثقافة الصينية بما دفعنا إلي تحقيق انسجام بين السماء والأرض والانسان، إلي جانب تحقيق تقدم وازدهار وطننا. وفي العصر الجديد المتميز بالعولمة، يعتبر انسجام بين السماء والأرض والانسان هو السلام والتناغم والتقدم للمجتمع الانسانية الذي يعتمد تحقيقه علي التعاون المشترك لشعوب العالم. في السنة الجديدة، سوف تواصل الصين التزامها بهدف سياستها الخارجية لحماية السلم العالمي وتعزيز التنمية المشتركة، تمسكا بالسياسة الخارجية السلمية المستقلة وسيرا دائما علي طريق التنمية السلمية واصرارا علي استراتيجية الانفتاح للمنفعة المتبادلة والفوز المشترك وتنشيط التعاون الودي مع كافة الدول من بينها الأردن علي أساس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي لبذل الجهود المشتركة سعيا وراء التغلب علي التحديات والمشاركة في متعة الانتصار وتحقيق السلام الدائم وبناء العالم المتناغم المتميز بالازدهار المشترك. وبلا شك أن الصداقة والتعاون بين الصين والأردن سوف تتوسع باستمرار وتحقق الانجازات الجديدة من خلال الجهود المشتركة للجانبين.

أخبر صديقك
  إطبع هذه الورقة