中文 English الاتصال بنا الأرباط المعنية
   صفحة رئيسية  > الأخبار
العلاقات الأردنية-الصينية في ذكراها السادسة والثلاثين
2013-04-15 14:25
 

أ. د. فيصل الرفوع

الاثنين 15 ابريل 2013  صحيفة الرأي

يصادف الخامس من نيسان-ابريل، 2013، الذكرى السادسة و الثلاثين لانطلاقة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية الصين الشعبية. ففي ذلك اليوم تم تدشين الخطوة الأولى للعلاقات الدبلوماسية بين الدولتين، وبرعاية كريمة من لدن الملك الراحل الحسين بن طلال رحمه الله والقيادة الصينية. وقد جاءت هذه الخطوة بعد إن اعترفت الولايات المتحدة ومعظم دول العالم بأن الصين الشعبية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب والدولة الصينية، وهي الوريث الشرعي لمقعد الصين الدائم في مجلس الأمن الدولي .

وتعتبر هذه الخطوة بداية لمرحلة جديدة في العلاقات الثنائية بين الدولتين: الأردن والصين، وعلى المستويات كافة، سواء الاقتصادية أم السياسية أم العسكرية أم الثقافية، أو على مستوى التنسيق المشترك فيما يتعلق بالقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك .

لقد شكل التطور التنموي المتسارع لجمهورية الصين الشعبية في المجالات كافة، سواء الاقتصادية أم الثقافية أم السياسية أم الاجتماعية أم غيرها، بالإضافة للمستوى المتقدم الذي إستطاعت الصين- عملاق الشرق ، أن تصل إليه. كل ذلك شكل دافعاً ايجابياً لتطور العلاقات بين الدولتين الصديقتين. فالمراقب لدور الصين، الواقع والمأمول، لا بد وان ينظر بعظيم التقدير والإعجاب لهذا الشعب الذي أزال من أمام إرادته كل عوامل الإحباط والتحدي، الداخلية منها والخارجية، ليصل إلى هذا المستوى من الرقي والتقدم والثقة بالنفس وبالغد المشرق آلاتي لا محالة .

وتشترك الأمة العربية، وعلى رأسها الأردن، مع الأمة الصينية في العديد من العوامل المشتركة كالتاريخ الغني، والثقافة المتجذرة الثرية، وبعلاقات تاريخية بينية متميزة، ومستقبل واعد مشرق. ،وبالرغم مما تعانيه الأمة العربية من تمزق وتشرذم، إلا أنها، وبفضل ربيعها الواعد ، تحبو نحو مكانها المأمول في زحام العولمة والتطور الكوني المتسارع. كما يساهم المستوى القيمي والأخلاقي للثقافتين العربية و الصينية وحضارتيها العظيمتين ، كعامل تجذير لعلاقات الصداقة بين الصين والأمة العربية بشكل عام وبينها وبين الأردن بشكل خاص .

كما أعتقد بوجوب أن تكون الصين ومسيرتها عبرة لنا نحن معشر العرب كأمة لا ينقصها إلا الإرادة. فالصين التي لم يتجاوز دخلها القومي في عام 1979( 140) مليار دولار، وصل هذا الرقم إلى أكثر من 2800 مليار دولار في عام 2012. كما قفزت قيمة صادراتها من 20 مليار دولار في عام 1979 إلى أكثر من 2000 مليار دور عام 2012 .

وفي اللحظة التي لم يكن احتياطي البنك المركزي الصيني من العملات الصعبة عام 1979 )200(مليون دولار، وصل هذا الرقم إلى مليارات الدولات. كما تقضي الخطة الاقتصادية الصينية للسنوات المقبلة بان يتعدى الإنتاج القومي الصيني رقم أل 4000 مليار دولار في عام 2020، ليصل نصيب الفرد إلى أكثر من 3000 دولار سنوياً .

ويعتبر تعايش الصين مع الزيادة السكانية الكبيرة، والتي تصل إلى حوالي 1400 مليون نسمة، ومؤامتها بين مستوى هذه الزيادة والناتج القومي، إنجاز عظيم قد تعجز أي دولة أخرى عن التعامل معه، حيث إستطاعت تحويل العامل الديمغرافي من عبء اقتصادي إلى حافز اقتصادي وعامل ايجابي في التطور .

ويستقريء المراقب اهتمام الصين الكبير بعلاقاتها التاريخية مع العرب وتطويرها ،خاصة مع الأردن، حيث تلعب هذه العلاقات دورا لا يمكن تجاهلة في رسم السياسة الخارجية لدولة الصين .

كما تشكل علاقاتها مع الأردن محط اهتمام ومتابعة وعلى أعلى المستويات الأردنية، خاصة إعجابهم بديناميكية الملك عبدالله الثاني وحسن إدارته للسياسة الخارجية الأردنية، ومدى النجاح الذي وصلت إلية، بالرغم من التحديات التي تواجه الدولة الأردنية. واعتقد بان الصين، هي عملاق المرحلة القادمة، وعلينا كعرب الإستفادة من تجربتها الغنية، عسى أن نتجاوز العديد من الكوابح أمام وحدتنا وتطورنا .

إن الذكرى السادسة والثلاثين لإنطلاقة العلاقات الأردنية-الصينية، وبرعاية القيادتين الأردنية والصينية، تمثل نقطة انطلاق لمثالية العلاقات الايجابية والمتبادلة بين الأصدقاء .

أخبر صديقك
  إطبع هذه الورقة