أصحاب المعالي والسعادة وجميع الحضور الكرام

يطيب لي أن أتقدم عن جزيل شكري على مشاركتكم للشعب الصيني في الاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والستين لقيام جمهورية الصين الشعبية التي حققت عبر مسيرة 65 سنة إنجازات عظيمة يشار إليها بالبنان في العالم خاصة في الخمسة والثلاثين سنة الأخيرة التي مرت بعد تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح حيث ازداد إجمالي الناتج المحلي إضعافا عديدة من 211 مليار دولار في سنة 1978 الى 9100 مليار في سنة 2013 لتصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم. والآن دخلت الصين مرحلة جديدة للإصلاح السياسي والاقتصادي منذ انتخاب القيادة الجديدة في بداية السنة الماضية، سياسيا تجري الآن في داخل الصين حملة مشددة واسعة النطاق لمكافحة الفساد تتواكب مع الجهود التي تبذل حثيثا لوضع الأنظمة والآليات القادرة على تجفيف منابع الفساد في سبيل بناء دولة القانون. اقتصاديا تتركز الجهود على إعادة الهيكلة الاقتصادية بحيث تنتقل التنمية الاقتصادية من النمو الكمي الى النمو النوعي الصديق للبيئة، فإن التباطؤ الاقتصادي الحالي في الصين إنما هو مقصود من الحكومة حسب متطلبات مرحلة إعادة الهيكلة الاقتصادية.

أما العلاقات الصينية الأردنية فهي تشهد أفضل المراحل في تاريخها حيث تتوثق روابط الصداقة والتعاون في المجالات البرلمانية والاقتصادية والتعليمية والثقافية والعسكرية ويشهد الاستثمار الصيني زيادة مستمرة ويحضر الجانبان لإقامة مزيد من المشاريع المشتركة وذلك في ظل الاهمام الشخصي بتطوير العلاقات مع الصين من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني الذي قام بزيارة ناجحة للصين في السنة الماضية، بما أن الأردن سيكون ضيف الشرف للمعرض الصيني العربي الذي سيقام في منطقة نينغسياى في سبتمبر السنة القادمة فإنني على قناعة بأن المشاركة الفعالة من قبل القطاعات الأردنية المختلفة في هذا المعرض سوف تساهم بكل التأكيد في الارتقاء بالتعاون الاقتصادي القائم بين الصين والأردن إلى مستوى جديد وآفاق رحبة.

ولا يفوتني بالمناسبة أن أشيد بحكمة القيادة الهاشمية الأردنية التي تمكنت من قيادة دفة السفينة الأردنية وسط أمواج الربيع العربي والوصول بها إلى بر الأمان مما جعل الأردن واحة الأمن والاستقرار في وسط الصحراء الفوضوية، فأبارك الشعب الأردني بهذه القيادة ووعي المواطنين الذين أجادوا التفكير وساندوا قيادتهم، وأتمنى من صميم قلبي للأردن ملكا وشعبا وحكومة كل التقدم والرفاهية والازدهار وشكرا!