中文 English الاتصال بنا الأرباط المعنية
   صفحة رئيسية  > الأخبار
معاً نحو مستقبل أفضل الاحتفال بالذكرى الـ 45 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والأردن
2022-04-12 18:56

في يوم 12 إبريل،  نشر في جريدة الشعب اليومية الصينية وجريدة الرأي الأردنية المقال بعنوان ”معاً نحو مستقبل أفضل“ بقلم سعادة السفير الصيني الدى الأردن السيد تشن تشوان دونغ وسعادة السفير الأردني لدى الصين السيد حسام الحيسني للاحتفال بالذكرى الـ 45 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والأردن  النص الكامل كما يلي:


في السابع من نيسان عام 1977، أعلن رسمياً عن تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية الصين الشعبية  والمملكة الأردنية الهاشمية، فعلى الرغم من بعد المسافة الجغرافية التي تفصل بين البلدين إلا أن روابط الود والصداقة والشراكة في السراء والضراء قد جعلت البلدين في صف واحد في مواجهة  تحديات عالمية مشتركة وشكلت نموذجًا للعلاقات بين الدول ذات الأنظمة والحضارات المختلفة. لقد قطعت العلاقات الصينية الأردنية في الخمسة والأربعين سنة الماضية شوطا كبيرا من التطور السليم المستقر وجنت ثمارا ملحوظة من التعاون في شتى المجالات يالرغم من الأوضاع الدولية المتغيرة.

إن الثقة السياسية المتبادلة أساس متين للعلاقات الصينية الأردنية. فالعلاقات السياسية التي أسسها جلالة المغقور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال رحمه الله عام 1977 تعززت من خلال الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى بين البلدين، ففي ثمانينات القرن الماضي رافق جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين والده جلالة الملك االحسين في زيارته للصين ومنذ تولى جلالته العرش عام 1999زار الصين ثماني زيارات هامة مما أنشأ صداقة عميقة مع القادة الصينيين، توجت خلال زيارته الأخيرة لبكين في شهر أيلول من عام 2015 عندما أعلن جلالته وفخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ عن إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، الأمر الذي فتح  فصل جديدا  في تاريخ علاقات بلدينا الصديقين. 

لطالما تبادلت الصين والأردن الدعم في العديد من القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والاهتمامات المشتركة، يجمعهما التنسيق المشترك والوثيق في الشؤون الدولية والإقليمية المبني على أساس الالتزام بالمبادئ والقيم المثلى والدفاع عن العدالة، وساهما معاً في دفع التسوية السياسية لمختلف القضايا الساخنة وخاصة تعزيز السلام  والاستقرار في الشرق الأوسط.

في العام الماضي  تبادل زعيما البلدين برقيات التهنئة بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الدولة الأردنية، والذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، أعربا فيهما عن العزم الراسخ والأكيد على تعميق علاقات الشراكة الاستراتيجية بما يعود بالخير على الشعبين، ويدفع العلاقات الثنائية  نحو مزيد من النمو في المستقبل.


يشكل التعاون المبني على المنفعة المتبادلة دعماً قويا للعلاقات الصينية الأردنية. فالأردن بموقعه الجغرافي المميز كان محطة مهمة في "طريق الحرير" وممرا تجاريًا مهماً في الشرق الأوسط منذ عصور قديمة ،وفي عام 1979، وقعت الصين والأردن على اتفاقية تجارية دخل معها التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين  مساراً متسارعاً ومضطرد النمو، واليوم يشارك الأردن بنشاط في البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" بصفته واحة للأمن و الاستقرار في الشرق الأوسط ومركزاً مهماً للأعمال والاستثمارات. ففي عام 2021 ارتفع حجم التجارة الثنائية بنسبة 22% مقارنة بالعام 2020، ليتجاوز 4.4 مليار دولار أمريكي رغم  ظل جائحة كورونا، وبزيادة تتصاعف معها حجم التجارة 200 مرة مقارنة يما كان عليه في بداية إقامة العلاقات الدبلوماسية. لقد أصبحت الصين  أكبر مصدر  للواردات  للأردن، وثالث أكبر شريك تجاري له. استثمرت  الشركة الصينية للتعدين SDIC في شركة البوتاس العربية الأردنية وأصبحت أكبر مساهم فيها ،وازداد مقدار أسمدة البوتاس الأردنية المصدرة إلى الصين بشكل كبير. كما شاركت الشركات الصينية في  بناء المناطق الصناعية بمنطقة العقبة الاقتصادية الخاصة في الأردن،  لتساهم  في جذب الاستثمارات الأجنبية  وخلق  فرص العمل فيما أصبحت شركة جرش لصناعة الملابس والأزياء التي استثمرتها شركة من منطقة هونغ كونغ الصينية أول شركة في العالم العربي تُدرج في بورصة ناسداك، وفي الوقت نفسه، تزايدت الاستثمارات الأردنية في الصين خلال السنوات الأخيرة، كما شاركت الشركات الأردنية في العديد من المعارض التجارية الصينية مثل معرض الصين الدولي للاستيراد ومعرض كانتون، كما دخلت المزيد من المنتجات الأردنية المميزة إلى  البيوت الصينية.

يعتبر التبادل الشعبي والثقافي رابطاً وثيقاً للعلاقات الصينية الأردنية. فعندما كانت الحضارة الصينية والحضارة العربية تتلألآن في تاريخ البشرية كان الأردن مركزاً لحضارة الأنباط العربية الخالدة، ومنها انطلق  التبادل الشعبي والثقافي  مع الحضارة  الصينية  عبر طريق الحرير. واليوم ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وقعت اتفاقية ثقافية  والعديد من البرامج التنفيذية الثقافية، وتكررت الزيارات المتبادلة بين وفود في مجالات الشباب والثقافة والفن والرياضة والتعليم والصحافة وغيرها، انعكست بنتائج تعاون مثمرة ووضعت أساسًا راسخًا للصداقة بين الشعبين. في السنوات الأخيرة أقيمت في الأردن فعاليات ثقافية صينية عديدة مثل "عيد الربيع الصيني "و"معرض التراث الثقافي غير المادي"، وشاركت الفرق الفنية الصينية في مهرجان جرش عدة مرات ولاقت ترحيبًا كبيراً من قبل المواطنين الأردنيين، وازداد عدد الدورات التدريبية والمنح الدراسية التي تقدمها الصين للأردن عامًا  بعد عام وتوسع  حجم التبادل الطلابي  بين البلدين باستمرار، حتى أصبح الأردن يعتبر من أكثر الدول جذباً  للطلاب الصينيين لدراسة اللغة والثقافة العربية.  كما مضى على تدريس اللغة الصينية في الأردن أكثر من عشر سنوات، وأصبح منصة مهمة  للشباب الأردنيين الراغبين بطلب العلم والثقافة  في الصين.

يشتهر الأردن بموارده السياحية الغنية المشهورة لدى الصينيين، وفي عام 2003 تم إبرام اتفاقية التعاون السياحي بين البلدين والتي أصبح  معها الأردن  ثالث مقصد سياحي للمواطنين الصينيين في الشرق الأوسط بعد مصر وتركيا.

التضامن في مكافحة الوباء ميزة عصرية للعلاقات الصينية الأردنية. يقول المثل العربي والصيني  "الصديق وقت الضيق" وقد تبادل البلدان الدعم والمساعدة لمواجهة وباء الكورونا من أجل حماية وضمان حياة الشعب وصحته، ففي بداية تفشي الجائحة أعرب جلالة الملك عبدالله الثاني لفخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ في برقية التعزية عن دعمه الثابت للشعب الصيني في مكافحة الوباء،  ووقف أبناء الشعب الأردني من جميع الأوساط مع الشعب الصيني، كما قدمت شركات أردنية مساعدات للصين، وقدم الطلاب  والمغتربون  الأردنيون المقيمون في الصين تبرعات ومساعدات إلى الصين. وبعد تفشي الوباء في الأردن، بادرت الصين بتقديم إمدادات ومساعدات طبية إلى الأردن، كما كان الأردن من أوائل الدول التي شاركت في التجارب السريرية للقاحات الصينية، وتبرعت الحكومة الصينية أيضاً بلقاحات للأردن، وسيواصل الأردن والصين التعاون لمكافحة الوباء في المرحلة القادمة حتى تحقيق النصر النهائي على هذا الوباء.

ينتظر الصداقة والتعاون بين الصين والأردن آفاقا جديدة  ومستقبلاً واعداً،  فالاحترام المتبادل والثقة المتبادلة، والصداقة التقليدية الراسخة بين بلدينا ،وترجمة التوافق الهام الذي توصل إليه قادة البلدين إلى أرض الواقع، سترتقي بالعلاقات الثنائية إلى مستويات جديدة، والعمل لتحقيق المنفعة المتبادلة والتنمية المشتركة، والاستفادة من فرص التكامل الاقتصادي وإمكانات التعاون لتعزيز الالتقاء بين مبادرة "الحزام والطريق" ورؤية الأردن 2025، ستعمق أكثر التعاون العملي في مجالات الطاقة والاتصالات والبنية التحتية والقدرة الإنتاجية والتنمية الخضراء وغيرها، والالتزام بتعزيز الصداقة والتفاهم بين الشعبين، سيجعل من الأجيال  الشابة دعامة رئيسيةً للصداقة الأردنية الصينية، ويزيد في التبادلات الأهلية وغير الحكومية من أجل تحفيز الإبداع والالهام المتبادل وتعزيز التعايش وتبادل المعرفة.

في مطلع المئوية الثانية لمسيرتهما التاريخية، ستتكاتف الصين والأردن من أجل توطيد وإثراء علاقات الشراكة الاستراتيجية باستمرار، بما يعود بالخير على الشعبين الصديقين ويقدم مساهمة جديدة  للتعاون الأردني الصيني والعربي الصيني نحو مستقبل مشترك.


(بقلم سعادة السفير الصيني لدى الأردن السيد تشين تشوان دونغ وسعادة السفير الأردني لدى الصين السيد  حسام الحسيني)


أخبر صديقك
  إطبع هذه الورقة