中文 English الاتصال بنا الأرباط المعنية
   صفحة رئيسية  > الأخبار
حوار السفير الصيني تشن تشوان دونغ مع الأنباط حول القضايا المتعلقة بتايوان وشينجيانغ والعلاقات الصينية الأردنية
2022-08-22 02:27

في 16 أغسطس، نشرت صحيفة الأنباط تقرير مقابلتها مع سعادة السفير الصيني تشن تشوان دونغ. خلال المقابلة، أوضح السفير تشن موقف الصين بمسألة تايوان، وأجاب على أسئلة حول القضايا المتعلقة بشينجيانغ والقضية الفلسطينية والعلاقات الصينية الأردنية. حيث كان محتوى المقابلة كالاتي

1- بعد زيارة بيلوسي لتايوان التي أحدثت التوتر، أجرت الصين مناورات وتدريبات عسكرية حول جزيرة تايوان، هل نقبلين على حرب استعادة تايوان؟ هل لا تزال الصين مستعدة لتقديم حلول غير الحرب؟

زيارة بيلوسي لتايوان، كما يرى العالم بأسره بوضوح، تشكل استفزازا وانتهاكا لسيادة الصين وسلامة أراضيها، ويقوض بشكل خطير الأساس السياسي للعلاقات الصينية الأمريكية، ويهدد استقرار مضيق تايوان. إن الإجراءات الصينية وردود أفعالها هي رد ضروري ومعقول على الأعمال الاستفزازية للولايات المتحدة والقوى الانفصالية في تايوان، وهي عادلة وشرعية تمامًا. أجرى الجيش الصيني مناورات وتدريبات عسكرية تهدف إلى حماية السيادة وسلامة الأراضي، وهي إجراءات منفتحة وشفافة وتتوافق مع القانون المحلي والقانون الدولي والممارسات الدولية. إن مسألة تايوان هي شؤون داخلية بحتة للصين، ولا يجوز تفسير إجراءات الصين لحماية السيادة الوطنية بما يسمى بـ"شن الحرب". لقد بذل الجانب الصيني قصارى جهده لوقف بيلوسي عن الذهاب إلى تايوان. وبدلاً من الاستجابة لنصيحتنا، قام الجانب الأمريكي بالافتراء على الصين ب"تصعيد الوضع ."وما يجب عليهم فعله حقًا هو تصحيح الأخطاء.

قبل أيام، أصدرت الصين ورقة بيضاء بعنوان"مسألة تايوان وإعادة توحيد الصين في العصر الجديد." تؤكد الورقة أنه لا أحد أو أي قوة يمكنها وقف التوجه التاريخي لإعادة توحيد الصين. إن"إعادة التوحيد السلمي ودولة واحدة بنظامين" هي السياسة الأساسية لحل مسألة تايوان وأفضل طريقة لتحقيقه. إننا على استعداد للسعي من أجل إعادة التوحيد السلمي بأكبر قدر من الوفاء والجهد، مع الاحتفاظ بخيار اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة، التي تشكل ردعًا للتدخل الخارجي والأنشطة الانفصالية لاستقلال تايوان. الشعب في جانبي المضيق هم إخوان وأخوات من أسرة واحدة، وإننا أكثر من يريد السلام والاستقرار في مضيق تايوان.

2- كيف تقيم مواقف الدول العربية والمجتمع الدولي من مسألة تايوان؟

لقد أكدت أكثر من 170 دولة في العالم والعديد من المنظمات الدولية التزامها بمبدأ الصين الواحدة ودعمها لسيادة الصين  وسلامة أراضيها، وذلك يمثل الأغلبية العظمى للمجتمع الدولي. كما أكدت جميع الدول العربية، بما فيها الأردن، تمسكها الراسخ بمبدأ الصين الواحدة، وهو ما تقدره الصين تقديرا عاليا، بما يعكس بشكل جلي أن الدول العربية دول ذات مبادئ، وهناك حقيقة معروفة لديها من خلال تجربتها الخاصة أن التدخل الخارجي لا يؤدي إلا كارثة. ويعكس ذلك أيضا المستوى العالي للعلاقات الصينية العربية، والصين على استعداد للعمل مع الأردن والدول العربية الأخرى لمواصلة تبادل الدعم في القضايا المتعلقة بمصالحها الجوهرية، وتعزيز السلام والاستقرار على الصعيدين الدولي والإقليمي.

3- هناك دومًا اتهامات للصين بالإساءة إلى مسلمي الأويغور في شينجيانغ. كيف ترد على هذه الاتهامات؟ وهل نجحت الصين في إقناع العالم وإظهار الصورة الحقيقية للوضع في شينجيانغ؟

قام بعض الاشخاص بتشويه الوضع الحقيقي للمسلمين في شينجيانغ واستغلال ذلك لمهاجمة  الصين، ادعاءاتهم أكاذيب ليس لها أي أساس من الصحة. شينجيانغ منطقة واسعة في شمال غربي الصين، وكانت جسرًا تاريخيًا مهمًا يربط الصين بالدول الأخرى، وخاصة العالم العربي. في شينجيانغ، لا يوجد فقط الأويغور، وأيضًا العديد من الأقليات الأخرى، التي تعيش في وئام مع إخوانهم من قومية الهان، وحريتهم في المعتقد الديني مكفولة بالكامل.

كانت شينجيانغ تواجه تهديدات خطيرة للإرهاب والتطرف، ووقعت حوادث إرهابية عنيفة بشكل متكرر. ومن أجل استعادة الاستقرار وحماية الشعب، بذلت الحكومة المحلية جهودًا كبيرة لمكافحة الإرهاب والتطرف. في السنوات الأخيرة، تم كبح جماح العنف والإرهاب تمامًا، وعادت شينجيانغ إلى حالة جيدة من التنمية المستقرة. لكن بالنسبة لبعض الناس، فإن هذا أفشلهم لاستخدام شينجيانغ لتقويض تنمية الصين. فبدأوا يختلقون كل أنواع من الأكاذيب. يعرف الشرق الأوسط أنهم يروجون لـ"صفقة القرن" التي تضر بحقوق الشعب الفلسطيني، كما أنهم يختلقون "كذب القرن" حول شينجيانغ. الدول التي تقتل وتضطهد المسلمين وتسمح بانتشار "الإسلاموفوبيا"، تدعي بأنها تهتم بوضع المسلمين في شينجيانغ، هذا يثير السخرية.

في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أيدت الدول النامية بما في ذلك الأردن موقف الصين بشأن القضايا المتعلقة بشينجيانغ ودعت إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية. وعلى الرغم من الوباء، استضافت شينجيانغ في السنوات الماضية أكثر من 1000 مسؤول أوصحفي أجنبي بما فيهم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، وتقريبا جميع السفراء العرب لدى الصين قد زاروا شينجيانغ. بعد أن شافوا شينجيانغ بأعين أنفسهم يعتقد الجميع أن حقيقية شينجيانغ تختلف تماما عن أكاذيب الغرب. ستواصل الصين التمسك بموقفها المنفتح والترحيب بالمزيد من الأصدقاء العرب، بمن فيهم الصحفيون، لزيارة شينجيانغ وتقديم صورة شينجيانغ الحقيقية للعالم.

4- ما هو موقف الصين من القضية الفلسطينية و "حل الدولتين"؟ ما رأيك في ما يحدث في غزة مؤخرًا؟

تعتبر الصين من أكبر الداعمين للقضية العادلة للشعب الفلسطيني، ونحن نؤمن إيمانا راسخا بـ "حل الدولتين" وندعمه بشكل كامل. "حل الدولتين" هو السبيل الوحيد لتحقيق حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية وتحقيق سلام دائم في المنطقة. سقوط الضحايا في غزة مفزع للقلب، ومثل هذه المآسي تتكرر مرة بعد أخرى، والسبب الأساسي هو أن "حل الدولتين" لم يطبق منذ فترة طويلة. لا يمكن لإدارة الأزمة المجزأة أن تحل محل الحل الشامل. ويجب على المجتمع الدولي أن يواجه الأسباب الجذرية وأن يتحرك بأكبر قدر من الإصرار لدفع استئناف محادثات السلام في أقرب وقت ممكن، وتحقيق تقدم ملموس ل "حل الدولتين ."

يلعب الأردن دورًا فريدًا وهامًا في الدفاع عن عملية السلام في الشرق الأوسط، فهو حازم للغاية في "حل الدولتين" ويظل ثابتًا حتى تحت الضغط الشديد، وتقدر ذلك الصين تقديراً عالياً. تدعم الصين الحفاظ على الوضع التاريخي القائم في القدس، وتدعم  الوصاية الهاشمية على المقدسات، وتشيد بجهود الأردن والدول الأخرى لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة. إن الجانب  الصيني على استعداد لتعزيز التنسيق والعمل المشترك مع الجانب الأردني من أجل حل القضية الفلسطينية.

5- كيف تقيم العلاقات الأردنية الصينية؟ وما هو حجم التبادل التجاري الثنائي؟ وإلى أين وصل تنفيذ مشروع طريق السلط؟ 

العلاقات الصينية الأردنية ممتازة جدا وحققت تقدما كبيرا في السنوات الأخيرة، في عام 2015  أقيمت علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، ونحتفل هذا العام بالذكرى الـ 45 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. إذا نظرنا إلى الماضي، ظلت الصين والأردن يتبادلان الدعم في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية للآخر، يحافظان على تواصل وتنسيق وثيقين بشأن القضايا الإقليمية والدولية وفي مقدمتها القضيىة الفلسطية. وقد أصبحت معاهد كونفوشيوس والمركز الثقافية الصينية وتبادل الطلاب والتعاون السياحي من المعالم البارزة للتبادلات الشعبية والثقافية بين الجانبين.

ان التعاون الاقتصادي والتجاري جزء مهم من العلاقات الثنائية. أصبحت الصين من أهم الشركاء الاقتصاديين والتجاريين للأردن. في عام2021 ، تجاوز حجم التجارة الثنائية 4.4 مليار دولار أمريكي، وهو ما يتجاوز المستوى قبل الجائحة ونمت التجارة الثنائية بقوة في النصف الأول من عام2022 ، حيث بلغت قيمتها 3.2 مليار دولار أمريكي، وبزيادة سنوية قدرها 60٪. كما يزداد الاستثمار المتبادل بين البلدين بشكل سريع. طرح الجانب الأردني مؤخرًا "رؤية التحديث الاقتصادي"، والصين على استعداد لاغتنام هذه الفرصة لتعميق التعاون الثنائي في المجالات التقليدية مثل الطاقة والبنية التحتية، واستكشاف إمكانيات جديدة في التقنيات المعلوماتية، والتنمية الخضراء، ومواصلة توسيع التجارة الثنائية وتوفير المزيد من الفرص لزيادة تصدير المنتجات الأردنية عالية الجودة إلى الصين. وفي الوقت نفسه، إن الصين مستعدة أيضًا لمواصلة تقديم ما بوسعها من المساعدات وفقًا لاحتياجات الأردن لمساعدته في التعامل مع مشكلة اللاجئين وتحسين معيشة الناس.

يعتبر مشروع طريق السلط مشروعًا مهمًا تم تمويله بمنحة حكومية صينية، حيث يربط البحر الميت ووادي الأردن وأماكن أخرى، وسيلعب دورًا مهمًا في تعزيز النقل والزراعة والسياحة. في الوقت الحالي، يسير المشروع بشكل سلس ومنظم، وبعد الانتهاء من الاستعدادات الأولية، من المتوقع أن يبدأ البناء في الوقت القريب. نأمل أن يصبح طريق السلط بالجهود المشتركة للطرفين طريقا للصداقة وطريقا للتنمية وطريقا لمستقبل أفضل.

أخبر صديقك
  إطبع هذه الورقة