عقدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هوا تشونينغ مؤتمراً صحفياً اعتيادياً يوم 12 مارس عام 2013.

س: ألقى مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي توم دونلون خطابا أمس في جمعية آسيا بنيويورك الأمريكية حول السياسة الأمريكية في شؤون آسيا والمحيط الهادي، تطرق فيه إلى سياسة أوباما تجاه الصين في ولايته الثانية، وأعرب عن انشغاله بمشكلة أمن الإنترنت. فما هو تعليق الصين على ذلك؟ كما قال دونلون إن الخزانة الأمريكية ستفرض عقوبات على بنك التجارة الخارجية لكوريا الديمقراطية. فكيف تعلق الصين على ذلك؟ هل ترى الصين جدوى العقوبات الأمريكية المفروضة على كوريا الديمقراطية؟

ج: أكد المستشار دونلون في خطابه على أن الولايات المتحدة ترحب بنهوض صين سلمية ومزدهرة، وترفض "نظرية صراعات الدول الكبرى"، وستواصل إيلاء اهتمام بالغ للعلاقات الأمريكية الصينية، مع العمل على تكثيف الاتصال مع الصين وتعزيز التعاون وحسن إدارة ومعالجة الخلافات، وبذل جهود مشتركة مع الصين في بناء نوع جديد من العلاقات بين الدول الكبيرة مثل الصين والولايات المتحدة. ترحب الصين بالتصريحات الإيجابية المذكورة أعلاه.

تمر العلاقات الصينية الأمريكية حاليا بمرحلة هامة تربط بين الماضي والمستقبل. نتطلع إلى العمل مع الجانب الأمريكي على مواصلة الالتزام بالتوافق الذي توصلت إليه قيادتا البلدين، والتمسك بالاتجاه العام للعلاقات الثنائية وتعزيز التنسيق والتعاون في مختلف المجالات واتخاذ إجراءات ملموسة لاحترام ومراعاة المصالح الحيوية والهموم الكبرى لكلا الجانبين ، والعمل سويا على إيجاد سبل بناء نوع جديد من العلاقات بين الدول الكبيرة يبني على الاحترام المتبادل ويتحقق من خلال التعاون ويهدف إلى الفوز المشترك.

أما أمن الإنترنت فهي قضية عالمية. وفي الحقيقة، إن الصين من الفئة الضعيفة فيما يتعلق بأمن الإنترنت، وهي من الدول الأكثر تضررا للهجمات الإلكترونية. تولي الحكومة الصينية اهتماما بالغا لأمن الإنترنت، وتعارض بشكل قاطعا الهجمات الإلكترونية وتكافحها وفقا للقانون. وإن ما يحتاج إليه الفضاء الإلكتروني ليس الحرب، بل القواعد والتعاون. وتستعد الصين للعمل مع المجتمع الدولي بما فيه الولايات المتحدة على إجراء الحوار والتعاون البناء على أساس مبدأ الاحترام المتبادل والثقة المتبادلة، بما يحافظ سويا على السلام والأمن والانتفاح والتعاون في الفضاء الإلكتروني.

حول السؤال الثاني، إن قرار مجلس الأمن رقم 2094 يعبر عن موقف المجتمع الدولي الرافض للتجربة النووية لكوريا الديمقراطية بشكل واضح، ويتعهد في نفس الوقت بحل القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية بطرق سلمية عبر الحوار والمفاوضات. تؤمن الصين دائما بأن العقوبات نفسها ليست هدفا، ونأمل من الأطراف المعنية مواصلة الالتزام بالحوار والتفاوض، والعمل على حل قضية إخلاء شبه جزيرة كوريا من الأسلحة النووية في إطار المحادثات السداسية، والبحث في السبل الكفيلة لتحقيق الأمن والأمان الدائمين في شبه جزيرة كوريا ومنطقة شمال شرق آسيا.

س: أفادت الأخبار بأن الحكومة الميانمارية أجرت الجولة الجديدة من المفاوضات السلمية مع منظمة استقلال كاتشين في مدينة رويلي، رجاء تسليط الضوء على ذلك.

ج: يوم 11 مارس، أجرى وفد الحكومة الميانمارية ووفد منظمة استقلال كاتشين جولة من المفاوضات السلمية في مدينة رويلي بمقاطعة يوننان. وهي جولة جديدة من هذه المفاوضات بعد الجولة السابقة التي حققت نتائج إيجابية بين الجانبين مطلع فبراير الماضي في مدينة رويلي. وأصدر الجانبان بيانا مشتركا يتفقان فيه على مواصلة بذل الجهود على أساس التفاهم والاحترام والثقة المتبادلة وصولا إلى هدنة ثابتة، بما يرسي أساسا لإطلاق المفاوضات السياسية الحقيقية. وسيواصل الجانبان التشاور حول القضايا العسكرية في المناطق الأكثر عرضة للصراعات. قدمت الصين مساعدات وتسهيلات لهذه الجولة من المفاوضات السلمية بناءا على رغبة الجانبين. والتقى المبعوث الخاص للشؤون الآسيوية بوزارة الخارجية وانغ ينغفان مع الرئيسين والأعضاء الرئيسيين للوفدين كل على حدة، حيث أعرب كل من جانبي المفاوضات عن الشكر على الدور الصيني البناء في دفع المفاوضات السلمية.

س: أفادت وسائل الإعلام الأمريكية بأن قمرا صناعيا روسيا مخصصا للتجارب العلمية أصطدم مفاجأة بشظية يتكهن الخبراء الأمريكيون بأنها من حطام قمر صناعي صيني تركته الصين في تجربتها الفضائية عام 2007. فما هو تعليق الصين على ذلك؟

ج: لاحظنا الأخبار المعنية. ولكن التصريحات المعنية تفتقر إلى الاحترافية والمسؤولية فعلا.

إن الشظايا الفضائية قضية تاريخية بسبب تراكم الأنشطة البشرية في الفضاء الخارجي منذ زمن طويل. وقد توصل المجتمع الدولي إلى حكم عادل على من هو "المساهم" الأكبر لصنع الحطام الفضائي. ظلت الصين تدعم الخطوات الدولية لتقليل الحطام الفضائي، وقد اتخذت سلسلة من الإجراءات في هذا الصدد. ونحن على استعداد لمواصلة بذل جهود مشتركة مع جميع الأطراف من أجل الحد من الحطام الفضائي.

س: قد اعترف الرئيس أوباما أثناء فترة الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2012 بشن الهجمات على أنظمة الكمبيوتر في المنشآت النووية الإيرانية باستخدام فيروس "ستكسنت"، إضافة إلى هجمات إلكترونية عديدة ضد إيران. فكيف تنظر الصين إلى التصرفات الأمريكية؟ هل هي مشروع؟

ج: ليست لدي معلومات عما ذكرته. تدعو الصين دائما إلى ضرورة أن يسعى المجتمع الدولي إلى بناء فضاء إلكتروني يسوده السلام والأمن والانفتاح والتعاون، وترفض تحويل الفضاء الإلكتروني إلى ساحة معركة جديدة. نأمل في أن تتخذ جميع الأطراف موقفا بناءا وتجري التعاون لحماية السلام والأمن في الفضاء الإلكتروني.