س: قال الجانب الياباني في الفترة الأخيرة تكراراً ومراراً إنه يجب على الجانبين الياباني والصيني إجراء الحوار وعدم وضع شروط مسبقة لإجراء الحوار بين القيادتين، مؤكداً على أن الجانب الياباني ظل يبقي باب الحوار مفتوحاً وأنه من الضرورة بمكان إعادة العلاقات الاستراتيجية ذات المنفعة المتبادلة بين الجانبين إلى "شكلها الأصلي" والامتناع عن إبقاء هذه العلاقات في حالة الجمود بسبب القضايا الفردية. فما هو رد الجانب الصيني على ذلك؟

ج: إن الوضع الصعب والخطير الذي تمر به العلاقات الصينية اليابانية جاء نتيجة لما فعلته اليابان لا غير، فيجب عليها تصحيح الأخطاء وبذل جهود ملموسة لإزالة العقبات التي تعرقل تطور العلاقات الثنائية بدلاً من ترديد الشعارات الفارغة للحوار التي لا تفيد في حل المشكلة. وأود أن أؤكد على النقاط التالية:

أولاً، يتخذ الجانب الصيني موقفاً حازماً من الدفاع عن السيادة على جزر دياويوي، وفي الوقت نفسه، يدعو دائماً إلى تسوية القضية عبر الحوار، وبذل جهوداً إيجابية في هذا الصدد. لكن المشكلة الآن هي أن الجانب الياباني يبدي بتصريحات رنانة من جهة، ويصر على اتخاذ إجراءات متشددة واستفزازية من جهة أخرى، مما يدل على افتقاره إلى الحد الأدنى من النوايا الصادقة للحوار. فيجب على الجانب الياباني اتخاذ موقف صحيح ويعني ما يقوله، بما يهيئ بيئة وظروفاً لازمة للحوار بين الجانبين.

ثانياً، إن الحوار هو من أجل الحل الذي يتطلب أولاً وقبل كل شيء مواجهة المشكلة. وإن الحوار الرفيع المستوى يتطلب استعدادات كاملة من كلا الجانبين، وهذا أمر معروف دبلوماسياً. غير أن الجانب الياباني ظل يحاول كل المحاولة في الالتفاف حول قضية جزر دياويوي حتى رفض الاعتراف بوجودها، ولا يريد إجراء حوار جاد وجوهري مع الجانب الصيني. فيجب على الجانب الياباني مواجهة التاريخ والحاضر وإظهار النوايا الصادقة وبذل جهود لحل المشكلة عبر الحوار.

ثالثاً، إن الأساس الذي تُبني عليه العلاقات الاستراتيجية ذات المنفعة المتبادلة بين الصين واليابان هو مجموعة من المبادئ التي حددتها الوثائق السياسية الأربع البين البلدين، فيجب على الجانبين التعامل الملائم على أساس ذلك مع القضايا التي تعرقل تطور العلاقات بينهما وتعزيز التواصل والتعاون في مختلف المجالات بروح "اتخاذ التاريخ كمرآة والتوجه نحو المستقبل"، بما يدفع العلاقات الصينية اليابانية إلى التطور الصحي والمستقر. ويجب على الجانب الياباني أن يفهم بشكل صحيح العلاقات الاستراتيجية ذات المنفعة المتبادلة الصينية اليابانية مقوماتها ومعناها.