س: يصادف يوم 1 ديسمبر الذكرى السنوية الـ70 لصدور "إعلان القاهرة"، فما هو تعليق الجانب الصيني على ذلك؟

ج: يعتبر "إعلان القاهرة" وثيقة قانونية مهمة معترف بها دولياً، ويمثل نتيجة هامة حققتها الحرب العالمية ضد الفاشية، ووضع قاعدة مهمة بنى عليها المجتمع الدولي النظام الدولي ما بعد الحرب، فيكتسب درجة عالية من الأهمية التاريخية والواقعية. وإن الهدف من إحياء الذكرى السنوية الـ70 لصدور "إعلان القاهرة" هو الحفاظ على العدالة من خلال مراجعة التاريخ، والتأمل في الحاضر والتطلع إلى المستقبل، وحماية السلام والاستقرار والتنمية التي لم تأت بسهولة في منطقة آسيا والمحيط الهادي والعالم بأسره.

وإنه من الضرورة بمكان أن أشير إلى أن "إعلان القاهرة" يشكل مرجعية مهمة في القانون الدولي لأن تستعيد الصين بعد الحرب العالمية الثانية الأراضي الإقليمية الصينية التي اُستحوذت وسُرقت من النزعة العسكرية اليابانية. في الفترة الأخيرة، هناك توجهات سلبية في داخل اليابان حول الموقف من القضايا التاريخية، حيث شكك البعض علنياً في قانونية "إعلان القاهرة" و"إعلان بوتسدام"، وإن الأهداف الأساسية وراء هذه الشكوك هي إعادة الحكم على العدوان عبر التاريخ وإنكار النتائج التي حققها العالم بعد انتصاره في الحرب العالمية ضد الفاشية، وبالتالي تحدي النظام الدولي ما بعد الحرب العالمية الثانية، الأمر الذي يثير كل القلق والحذر من الدول الآسيوية المتضررة والمجتمع الدولي من توجه اليابان.

إنه لا مستقبل إلا بعد اتخاذ خطوات ملموسة للاستفادة من الدروس التاريخية. ونحث مرة أخرى الجانب الياباني على مواجهة تاريخ العدوان والمحاسبة الذاتية والوفاء بتعهداته والتزاماته الدولية بشكل جدي، بما يكسب الثقة من جواره الأسيويين والمجتمع الدولي من خلال خطوات ملموسة.