عقدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هوا تشونينغ مؤتمرا صحفيا اعتياديا يوم 13 فبراير عام 2014 .

س : أولا، يقوم المبعوث الخاص للرئيس السريلانكي وزير الخارجية السريلانكي جاميني لاكشمان بيريس بزيارة الصين مؤخرا، وأجرى وزير الخارجية وانغ يي مباحثات معه، حيث اتفقا على بذل جهود مشتركة لبناء طريق الحرير البحري في القرن الـ21، يرجى تسليط الضوء على ذلك. ثانيا، أفادت الأخبار بأن وزير الخارجية جاميني لاكشمان بيريس قال يوم 12 إن منطقة التجارة الحرة الصينية السريلانكية ستكون قوة دافعة جديدة لتحريك التنمية الاقتصادية في البلدين، فرجاء إطلاعنا على المعلومات المعنية.

ج: قال وزير الخارجية وانغ يي خلال مباحثاته مع نظيره السريلانكي جاميني لاكشمان بيريس إن الصين طرحت بناء طريق الحرير البحري في القرن الـ21 انطلاقا من روح "السلام والصداقة والتعاون والتنمية" في ظل الظروف الجديدة، بهدف تحقيق التعايش المتناغم والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك والتنمية المشتركة مع الدول المعنية من خلال إجراء التعاون العملي في مجالات ترابط الطرقات البحرية والاقتصاد البحري وحماية البيئة باستخدام التكنولوجيا ومكافحة الكوارث والوقاية منها والمجالات الإنسانية والاجتماعية. ويقترح الجانب الصيني بتعزيز التعاون الصيني السريلانكي في مجالات ترابط الطرقات البحرية والاقتصاد البحري والمصايد والبحث العلمي وحماية البيئة في البحر ومكافحة الكوارث والوقاية منها والبحث والإنقاذ في البحر وغيرها. وأعرب الجانب السريلانكي عن رغبتها الإيجابية في المشاركة في بناء طريق الحرير البحري، مؤكدا على حرصه على تعزيز التعاون مع الجانب الصيني في المجالات المعنية.

كما أؤد أن أشير أيضا إلى أن بناء طريق الحرير البحري الذي طرحته الصين جاء في إطار حرص الصين على توظيف ما يتميز به طريق الحرير القديم من القيم والمفاهيم، ألا وهو "التعلم المتبادل والاستفادة المتبادلة"، وإضفاء له المقومات الجديدة للعصر الحديث، بما يحقق التنمية المشتركة والازدهار المشترك لدول المنطقة. فيعد هذا الطرح مبادرة ومفموما للتعاون، ييساهم في تحقيق الالتقاء بين المشاريع التعاونية المختلفة، وخاصة التعاون في ترابط الطرقات في ضوء مفهوم طريق الحرير وروحه، بما يربط هذه المشاريع ببعضها البعض ويعزز بعضها البعض، حتى يسرع بوتيرة التنمية في بلداننا. إن الجانب الصيني منفتحا تماما في هذا الصدد، ونرحب بمقترحات وجيهة من الدول الأخرى لإثراء وإكمال هذا المفهوم وهذا التصور باستمرار.

حول السؤال الثاني، جاء بناء منطقة التجارة الحرة بين الصين وسريلانكا في إطار التوافق الهام الذي توصلت إليه قيادتا البلدين خلال زيارة الرئيس السريلانكي ماهيندا راجاباكسا للصين في السنة الماضية، ويكتسب أهمية كبيرة للارتقاء بجودة ومستوى التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين. ويقوم الجانبان الآن بدراسة جدوى مشتركة حول بناء هذه المنطقة، واتفقا على الإسراع بوتيرة الدراسة وإطلاق المفاوضات حولها في يوم مبكر.

س: نشر البيت الأبيض الأمريكي خبرا حول زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما المرتقبة إلى أربع الدول الآسيوية في إبريل القادم. فما هو تعليق الجانب الصيني على ذلك؟

ج: تحافظ العلاقات الصينية الأمريكية حاليا على تطور مستقر بشكل عام، ويبقى الجانبان على الاتصال والتعاون الوثيقين على كافة المستويات لدفع بناء العلاقات من نوع جديد بين الدول الكبيرة مثل الصين والولايات المتحدة. وإن الحفاظ على التطور الصحي والمستقر للعلاقات الصينية الأمريكية أمر يتفق مع المصالح الصينية والأمريكية ويساهم في حماية وتدعيم السلام والاستقرار والازدهار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

س: قالت بعض وسائل الإعلام الغربية إنه يجب على الصين مواصلة تعزيز جهودها لمكافحة تهريب العاج. فما هو تعليق الجانب الصيني على ذلك؟

ج: إن الموقف الصيني المعني ثابت. وإن الحكومة الصينية تهتم بحماية الحيوانات البرية المهددة بالفناء بما فيه الفيل. في مطلع العام الجاري، قامت الصين للمرة الأولى وبشكل علني بتدمير 6.1 طن من العاج الذي صودر خلال عمليات إنفاذ القانون، الأمر الذي يجسد الموقف الثابت للحكومة الصينية المتمثل في الرفض القاطع والمكافحة الصارمة للاتجار غير الشرعي للحيوانات البرية، ومنع أي منظمة أو فرد من الساعي وراء الأرباح عبر الاتجار غير الشرعي بالحيوانات البرية. وأصدر الجانب الصيني مجموعة من القوانين واللوائح، وأقام آلية إنفاذ القانون المشتركة بين أجهزة مختلفة تشمل وزارة الأمن العام والجمارك وهيئات تنظيم الصناعة والتجارة وغيرها، كما شارك مشاركة فعالة في التعاون الدولي لإنفاذ القانون، الأمر الذي كافح بقوة التهريب والاتجار والاستخدام غير الشرعي للعاج والمنتجات العاجية، وردع بشكل فعال لعمليات تهريب العاج والمنتجات العاجية. وتعتبر الصين من أكثر دول العالم صرامة من حيث العقوبات على تهريب العاج والمنتجات العاجية. وسنواصل تعزيز إنفاذ القانون في المستقبل والمشاركة الفعالة في التعاون الدولي المعني. ونأمل في أن تنظر الشخصيات المعنية بعين موضوعية ومنصفة إلى الجهود الإيجابية التي تبذلها الصين لمكافحة الاتجار غير الشرعي بالعاج وما أحرزته من الإنجازات.

بعد المؤتمر الصحفي، سأل صحفي: أفادت الأخبار بأن مسؤول مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض الأمريكي أدلى بتصريحات بشأن قضية بحر الصين الشرقي وقضية بحر الصين الجنوبي يوم 11 فبراير في مركز التقدم الأمريكي. فما هو تعليق الجانب الصيني على ذلك؟

قالت هوا تشونينغ إن الجانب الصيني قدم مساهمة ملموسة في الحفاظ على السلام والاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ويعتبر مساهما مهما في تحقيق الازدهار والتنمية في المنطقة. إن جزر دياويوي من الأراضي الإقليمية الصينية الأصيلة. وإن الذي اتخذ التصرفات الأحادية الجانب لانتهاك الوضع الراهن لتعليق المنازعات على جزر دياويوي، وقام بالأعمال الاستفزازية باستمرار لإثارة توتر الوضع هو الجانب الياباني. وإن معاهدة الأمن المتبادل بين الولايات المتحدة واليابان تعد ترتيبات ثنائية بينهما، ولا يجوز لها المساس بمصلحة الطرف الثالث. إن سيادة الصين على جزر نانشا والمياه المحيطة بها تستند إلى ما يكفيه من المرجعيات التاريخية والقانونية. فلا يستطيع أحد أن يزعزع عزيمة الصين وإرادتها في حماية سيادتها الإقليمية وحقوقها ومصالحها البحرية. وفي الوقت نفسه، يعمل الجانب الصيني دائما على تسوية المنازعات عبر المفاوضات والتشاور، بما يحافظ على السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي. إن الجانب الأمريكي ليس طرفا في المنازعات المتعلقة ببحر الصين الجنوبي وجزر دياويوي، فيجب عليه أن يلتزم بالحياد ويكون حذرا من أقواله وأفعاله، ويفعل ما يخدم السلام والاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وليس العكس.