عقد المتحدث باسم وزارة الخارجية هونغ لي مؤتمرا صحفيا اعتياديا يوم 16 إبريل عام 2014.

س: أصدرت وزارة المالية الأمريكية تقريرها النصف السنوي بشأن سياسة سعر الصرف الذي لم يصنف الصين إلى "الدول المتلاعبة بسعر الصرف"، ولكن يشير إلى أن سعر الرنمينبى ما زال أقل من قيمتها الحقيقية. فما هو تعليق الجانب الصيني على ذلك؟

ج: فيما يتعلق بسعر صرف الرنمينبى، يرجى الاستفسار لدى الجهات الصينية المختصة بالشؤون المالية.

أود أن أشير من حيث المبدأ إلى أن الصين ستدفع بخطوات ثابتة إصلاح آلية تشكيل سعر صرف الرنمينبى واستكمال نظام سعر الصرف العائم المدار، هذا هو الاتجاه العام ولن يتغير. نأمل من الجانب الأمريكي الفهم الصحيح والتعامل المناسب مع سعر صرف الرنمينبى والقضايا الاقتصادية والتجارية الأخرى، وبذل جهود مشتركة مع الجانب الصيني بموقف تعاوني وبناء لدفع التطور الصحي والمستقر للتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين باسمترار.

س: ستعقد القمة الرابعة لمؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا (CICA ) في شانغهاي بعد أكثر شهر. فيرجى إطلاعنا على التصورات الأكثر تفصيلا للجانب الصيني لهذه القمة. وكيف كانت الأعمال التحضيرية لها الآن؟

ج: حول سؤالك هذا، قد تحدث عنه وزير الخارجية وانغ يي بشكل مستفيض بعد المباحثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف يوم الأمس، حيث قال إن آسيا منطقة مفعمة بالتنوع والحيوية والطاقة، تشهد فرصا وإمكانيات كبيرة للتنمية وتعيش منازعات تاريخية وقضايا ساخنة كثيرة، فكانت وما زالت نقطة الضعف تكمن في التعاون الأمني.

إن CICA هو أكبر منتدى أمني متعدد الأطراف في آسيا، ويغطي مختلف المناطق الفرعية في آسيا، وتضم دول أعضاء تختلف من بعضها البعض من حيث النظام والدين والثقافة والمرحلة التنموية. إن المغزى الأكبر لـCICA هو أن الدول الآسيوية قد وعت بالإلحاحية والأهمية للتعاون الأمني، وتستعد للإدلاء بصوت واحد للعالم: أنه يجب التعامل مع شؤون آسيا بقيادة آسيا، وأنه يجب ويمكن تحقيق الأمن في آسيا من خلال تعزيز التعاون بين الدول الأسيوية.

قال الوزير وانغ يي إن الصين تستضيف قمة CICA هذا العام وتتولى رئاسته خلال الفترة ما بين عامي 2014 و2016، وهذا يدل على الثقة بالصين من جهة، ومن جهة أخرى، يفرض المسؤولية على عاتق الصين. يعتزم الجانب الصيني بإنجاح قمة شانغهاي لـ CICAالمزمع عقدها في مايو القادم حتى تخرج بالاتفاق والنتائج الملموسة والعملية. وبعد التشاور مع الدول الأعضاء الأخرى، تم تحديد العنوان لهذه القمة وهو "تعزيز الحوار والثقة والتفاعل لبناء آسيا جديدة يسودها السلام والاستقرار والتعاون". ونأمل في أن تتوصل الدول الأعضاء من خلال هذه القمة إلى مفهوم الأمن الآسيوي الجديد وتجسد الأمن المشترك والأمن الشامل والأمن التعاوني والأمن المستدام، وتعمل على بحث سبل تشكيل هيكل جديد للأمن والتعاون الآسيويين.

وحتى الآن، أكد نحو 40 دولة ومنظمة دولية من ضمن أسرة CICA المدعوة على المشاركة في القمة، وتأكد 14 رئيسا أو رئيس الحكومة و8 رؤساء من المنظمات الدولية على حضورهم لهذه القمة. وستكون هذه القمة الأكبر من نوعها منذ إنشاء CICA من حيث عدد الدول المشاركة والحجم. إن الصين على استعداد للعمل مع الدول الأعضاء على جعل قمة شانغهاي معلما في تاريخ CICA .

س: أفادت الأخبار بأن قوات معادية لحكومة جنوب السودان شنت هجوما على عاصمة ولاية الوحدة مؤخرا، وطلبت من الشركات النفطية الأجنبية المغادرة في أسرع وقت ممكن. وهل تتأثر شركة صينية من جراء ذلك؟

ج: لاحظنا الأخبار المعنية. ظل الجانب الصيني يتابع باهتمام بالغ تطورات الوضع في جنوب السودان. وفي الفترة الأخيرة، توصل طرفا النزاع في جنوب السودان إلى اتفاقية وقف إطلاق النار بفضل جهود الوساطة التي تبذلها منظمة إيجاد وغيرها من الأطراف المعنية. ونأمل من طرفي النزاع تنفيذ اتفاقية وقف إطلاق النار التي تم التوقيع عليها بشكل جدي، والتجاوب الإيجابي مع الجهود الحميدة المبذولة من منظمة إيجاد وغيرها من الأطراف المعنية، وحل الخلافات بينهما سلميا عن طريق المفاوضات الشاملة. كما نأمل منهما تغليب مصلحة الوطن والشعب والحرص على التنمية الطويلة المدى في جنوب السودان والعمل على حماية المنشآت الاقتصادية الحيوية التي تخص المصلحة الوطنية ومعيشة الشعب لجنوب السودان. ونحن على استعداد لمواصلة تعزيز التواصل والتنسيق مع منظمة إيجاد وغيرها من الأطراف المعنية لاستعادة الاستقرار في جنوب السودان في أسرع وقت ممكن.

أما بالنسبة إلى ما إذا كانت هناك شركة صينية تتأثر من جراء ذلك، فليس لدي أي معلومة حتى الآن.

س: أفادت الأخبار بأن مسلحين مجهولي الهوية هاجموا مدرسة للبنات في نيجيريا واختطفوا أكثر من 100 تلميذة ليلة يوم 14. فما هو تعليق الجانب الصيني على ذلك؟

ج: يعرب الجانب الصيني عن الإدانة الشديدة والرفض القاطع للإرهاب بجميع أشكاله. وندعو بشدة إلى الإفراج الفوري عن التلميذات البريئات المختطفات وضمان عدم تعرضهن لأي اعتداء. إن الصين كشريك التعاون الاستراتيجي لنيجيريا ستواصل دعمها الثابت لجهود الحكومة النيجيرية الرامية إلى حماية الأمن والاستقرار في البلد.

س: انعقد اجتماع الدول الخمس الحائزة للأسلحة النووية في بجين بين يومي 14 و15 إبريل، رجاء تسليط الضوء على نتائج الاجتماع وتقييم الجانب الصيني له.

ج: هذه المرة الأولى التي استضاف الجانب الصيني فيها اجتماع الدول الخمس الحائزة للأسلحة النووية. ويسعدنا أن نرى أن هذا الاجتماع حقق نجاحا تاما بفضل الجهود المشتركة من مختلف الأطراف. حضر نائب وزير الخارجية لي باودونغ الجلسة الافتتاحية وألقى فيها كلمة، عرض فيها الرؤية الصينية ذات النقاط الخمس حول الحوكمة العالمية في المجال النووي. وفي الاجتماع، تبادلت الدول الخمس الحائزة للأسلحة النووية الآراء بشكل معمق حول الأمن الدولي والاستقرار الاستراتيجي ونزع السلاح النووي وعدم الانتشار النووي والاستخدام السلمي للطاقة النووية وغيرها من القضايا، وأجمعت على مواصلة تعميق التعاون الاستراتيجي والعمل سويا على تدعيم الحوكمة العالمية في المجال النووي. كما أصدرت الدول الخمس الحائزة للأسلحة النووية بيانا مشتركا أوضحت فيه تخطيطها الاستراتيجي والإجراءات المحددة حول القضايا في المجال النووي، مما جسد التضامن بين الدول الخمس الحائزة للأسلحة النووية.

إن جميع الدول الخمس الحائزة للأسلحة النووية بلد دائم العضوية في مجلس الأمن الدولي، فتجمعها الأهداف المشتركة والمصالح المشتركة والمسؤولية المشتركة تجاه الأمن الدولي والقضايا الإقليمية الهامة. فإن تكاتف الدول الخمس الحائزة للأسلحة النووية لإرشاد الحوكمة العالمية في المجال النووي سيقدم مساهمة أكبر في تدعيم السلام والتنمية في العالم.

إن استضافة اجتماع بجين خطوة هامة تخطوها الصين في طريق المشاركة النشطة في عملية الأمن الدولي. ويعمل الجانب الصيني كرئيس الاجتماع على إرشاد النقاشات في الاجتماع ودفع الدول الخمس الحائزة للأسلحة النووية لبلورة التوافق وتعزيز الثقة المتبادلة في القضايا الحيوية المتعلقة بالحوكمة العالمية في المجال النووي، مما مكن الاجتماع من التوصل إلى البيان المشترك بشكل سلس، وهذا يعكس اهتمام الجانب الصيني البالغ وجهوده الملموسة لدفع التعاون بين الدول الخمس الحائزة للأسلحة النووية ومسيرة الحوكمة العالمية في المجال النووي.

تسجل كافة الأطراف تقييما عاليا لاجتماع بجين، وتعتقد أن الرؤى الثاقبة التي طرحها الجانب الصيني حول الحوكمة العالمية في المجال النووي مفيدة جدا لتوظيف الدور القيادي للدول الخمس الحائزة للأسلحة النووية في المجال النووي وتدعيم السلم والأمن الدوليين، كما تقدر جهود الجانب الصيني ومساهمته في إنجاح الاجتماع.

جاءت النتائج المثمرة المذكورة أعلاه لاجتماع بجين بفضل الجهود المشتركة من الدول الخمس الحائزة للأسلحة النووية، فيعرب الجانب الصيني عن تقديره وشكره لجميع الأطراف المشاركة في الاجتماع.

س: أفادت الأخبار بأن عمدة طوكيو يويتشي ماسوزوي قال مؤخرا إنه سيزور بجين قريبا. رجاء اطلاعنا على الترتيبات لهذه الزيارة وتطلعات الجانب الصيني لها.

ج: حسب علمي، إن الاتصالات جارية بين جانبي بجين وطوكيو حول زيارة السيد ماسوزوي للصين. يدعم الجانب الصيني التواصل المحلي الودي بين الصين واليابان الذي يساهم في تعزيز الفهم المتبادل بين شعبي البلدين. ونتطلع إلى الدور الإيجابي للسيد ماسوزوي في دفع التواصل والتعاون بين المدينتين.