عقدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هوا تشونينغ مؤتمرا صحفيا اعتياديا يوم 17 إبريل عام 2014 .

نشرت هوا تشونينغ خبرا في البداية:

ستعقد الدورة الـ20 للمشاورات بين كبار المسؤولين من الصين والآسيان في الفترة ما بين يومي 21 و22 في باتايا التايلاندية، وستعقد على هامشها بشكل متوالي الدورة الـ7 لاجتماع كبار المسؤولين حول تنفيذ "إعلان سلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي"، وسيحضر الاجتماع نائب وزير الخارجية الصيني ليو تشنمين على رأس الوفد الصيني. وستتبادل الأطراف المشاركة في الاجتماع وجهات النظر حول العلاقات بين الصين والآسيان والتعاون في شرقي آسيا والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، كما سيتواصل الجانب الصيني مع دول آسيان حول سبل تعزيز التعاون العملي ودفع المشاورات بشأن "قواعد السلوك في بحر الصين الجنوبي" في إطار تنفيذ "الإعلان".

س: أفادت الأخبار بأن سفينة ركاب يستقلها أكثر من 470 شخص غرقت في مياه جمهورية كوريا يوم 16، الأمر الذي أسفر عن مقتل 9 أشخاص وما يقرب من 290 مفقود. فما هو تعليق الجانب الصيني على ذلك؟ وهل سيقدم المساعدات إلى جانب جمهورية كوريا؟ وأفادت الأخبار بأن هناك راكبان صينيان على متن سفينة الركاب، فرجاء التأكد من صحة ذلك.

ج: نشعر بحزن إزاء غرق سفينة الركاب "سيوول" لجمهورية كوريا الذي يعد حادثا مؤسفا. وقدم وزير الخارجية وانغ يي يوم الأمس في اللحظة الأولى المواساة العميقة لوزير خارجية جمهورية كوريا ين بيونغ سي عبر القنوات الدبلوماسية، وأكد على أن الجانب الصيني تستعد لتقديم المساعدات في مجالات البحث والإغاثة وغيرهما في أي وقت كلما احتاج جانب جمهورية كوريا إلى ذلك.

تتابع البعثات الدبلوماسية الصينية لدى جمهورية كوريا بكل اهتمام حادث غرق سفينة الركاب بعد وقوعه، وتقوم بالتدقيق من مختلف الأطراف حول ما اذا كان هناك مواطن صيني يتعرض للحادث. وبناء على آخر الخيوط، تأكدت جهات خفر سواحل جمهورية كوريا اليوم للقنصلية الصينية العامة لدى جوانجو من وجود سيارة مواطن صيني على متن سفينة الركاب، وتوصلت إلى الاستنتاج وفقا لذلك إلى وجود مواطنين صينيين على متن السفينة من بين الركاب المفقودين حاليا.

قد أطلقت وزارة الخارجية وسفارة الصين لدى جمهورية كوريا والقنصلية الصينية العامة لدى جوانجو آلية مواجهة الطوارئ فورا. وقد وصل القنصل الصيني العام لدى جوانجو إلى موقع الإغاثة للقيام بالأعمال، حيث طالب جانب جمهورية كوريا بمواصلة تدقيق المعلومات المعنية، وتسخير كل طاقته للقيام بالإغاثة، والعثور على المواطنين الصينيين المفقودين في أسرع وقت ممكن. ونتمنى للأفراد المعنيين النجاة من الخطر بشكل آمن.

س: ازداد الناتج المحلي الإجمالي الصيني في الفصل الأول بمعدل 7.4% عما كان عليه في العام الماضي، وهو أقل قليلا من المعدل المستهدف للعام الحالي الذي يبلغ 7.5% تقريبًا. وأشارت بعض التحليلات الصحفية إلى أن ذلك قد يشكل حملا على معدل النمو للاقتصاد العالمي. فما هو تعليقك على ذلك؟

ج: ألقى رئيس مجلس الدولة الصيني لي كتشيانغ خطابا مؤخرا في مراسم الافتتاح للاجتماع السنوي لمنتدى بوآو الآسيوي، حيث قدم عرضا عن الوضع الاقتصادي في الصين، قائلا إن الاقتصاد الصيني قد دخل مرحلة جديدة لرفع الجودة والكفاءة والمستوى بعد أكثر من 30 عاما من النمو السريع. وإن المطلوب ليس فقط تجاوز العقبات، بل وتحقيق النمو المستقر والمستمر. كما قدم المتحدث باسم الهيئة الوطنية الصينية للإحصاء يوم الأمس عرضا مفصلا عن أداء الاقتصاد الصيني في الربع الأول للعام الحالي.

أود الإشارة إلى أن نسبة نمو الاقتصاد العالمي للعام الجاري ستصل إلى 3.6% حسب التوقعات الأخيرة لصندوق النقد الدولي. وإن نسبة النمو الاقتصادي الصيني التي تبلغ 7.4% ما زالت عالية مقارنة مع بقية دول العالم. وتصل نسبة المساهمة الصينية لنمو الاقتصاد العالمي إلى 30%، وهي أكبر بكثير من نصيب الاقتصاد الصيني في حجم الاقتصاد العالمي وتتصدر دول العالم، الأمر الذي يجسد الدور للاقتصاد الصيني في تطوير الاقتصاد العالمي. ويعتبر دفع نمو الاقتصاد العالمي مسؤولية مشتركة لكافة دول العالم، فيجب أن تبذل جميع الدول جهودا من أجل ذلك. وإن الصين ستواصل تعزيز التعاون مع مختلف الدول لتقديم مساهمتها المطلوبة للتنمية المستدامة للاقتصاد العالمي.

س: ستعقد محادثات رباعية اليوم بين روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وأوكرانيا حول قضية أوكرانيا، فما هو تعليق الجانب الصيني على ذلك؟ وكيف ينظر إلى الوضع الراهن في أوكرانيا؟

ج: أجرى وزير الخارجية وانغ يي مباحثات في بجين مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، وقدم بعدها مزيدًا من الإيضاح للموقف الصيني من قضية أوكرانيا الذي يمكن استخلاصه بالتمسك بالحل السياسي مع الحفاظ على التوازن بين مختلف الأطراف.

قال الوزير وانغ يي إن حل قضية أوكرانيا يكمن في الجهتين الداخلية والخارجية. داخليًا، إننا كأصدقاء للشعب الأوكراني، لا نريد أن نرى الاضطرابات المستمرة للأوضاع في أوكرانيا. ونعتقد أنه يجب مراعاة الحقوق والمصالح والمطالب المشروعة لمختلف المناطق والقوميات في أوكرانيا لتسوية القضايا الداخلية لأوكرانيا، باعتباره طريقا لا مفر منه لتحقيق السلام والاستقرار الدائمين في أوكرانيا.

خارجيًا، إن الحل الملائم لقضية أوكرانيا يتطلب بيئة خارجية مواتية، لذلك، فظل الجانب الصيني يدعو إلى بناء إطار متعدد الأطراف للحوار في أسرع وقت ممكن. نرحب بقيام روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وأوكرانيا بإطلاق المحادثات الرباعية، باعتبار ذلك يتماشى مع مساعي الصين للحث على التفاوض والنصح بالتصالح. ونأمل في أن تجري المحادثات بشكل سلس لإيجاد حل تقبله جميع الأطراف في نهاية المطاف. إن الصين تتبنى دائمًا موقفًا موضوعيًا ومنصفًا من قضية أوكرانيا، وستستمر في القيام بدور بناء في هذا الصدد.

س: أفادت الأخبار بأن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أدلى بتصريحات اليوم أكد فيها على أهمية العلاقات الصينية اليابانية. ويبدو أن التبادلات التي جرت مؤخرا بين الصين واليابان تعكس الانفراج لهذه العلاقات المتوترة. فهل يرى الجانب الصيني أن العلاقة الصينية اليابانية تحسنت إلى حد ما في الآونة الأخيرة؟

ج: لم أر التقرير المذكور حتى الآن. أود أن أؤكد على أن الصين تهتم بتطوير العلاقات الاستراتيجية المتبادلة المنفعة مع اليابان على أساس الوثائق السياسية الأربع بين البلدين باعتبار ذلك أمرا يصب في مصلحة الشعبين ويخدم السلام والتنمية في المنطقة برمتها. تمر العلاقات الصينية اليابانية بصعوبات خطيرة بسبب معروف لدى الجميع، ألا وهو الخطوات الخاطئة للغاية التي قامت بها القيادة اليابانية في التعامل مع قضية جزر دياويوي والقضايا التاريخية الأخرى. وإن المفتاح لحل هذه القضية في يد اليابان. نطالب القيادة اليابانية بالإصغاء إلى صرخات الشعب الياباني وشعوب الدول الآسيوية المجاورة للمواجهة التاريخ وبالمحاسبة الذاتية العميقة، واتخاذ إجراءات ملموسة لتصحيح الأخطاء بما يوفر ظروفا مواتية لإعادة العلاقات الصينية اليابانية إلى مسارها الطبيعي. وفي الوقت نفسه، نرحب بجهود أصحاب الرؤية الثاقبة من الأوساط اليابانية المختلفة في تعزيز التعارف بين الشعبين وتحسين العلاقات بين البلدين.

س: رجاء تسليط الضوء على زيارة رئيس الائتلاف الوطني السوري للصين.

ج: بناء على دعوة من جمعية الشؤون الخارجية للشعب الصيني، يقوم رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية أحمد الجربا بزيارة الصين على رأس الوفد خلال الفترة ما بين يومي 15 و18 إبريل الجاري. وعقد كل من وزير الخارجية وانغ يي ونائب وزير الخارجية تشانغ مينغ لقاء ومباحثات مع السيد أحمد الجربا والوفد المرافق له يوم 16، ونشرنا الأخبار المعنية.

أشار الوزير وانغ يي خلال لقائه مع السيد أحمد الجربا والوفد المرافق له إلى أن الاضطرابات في سوريا ما زالت تستمر وأن الشعب السوري ما زال يعاني. وإن الأولوية الآن هي سرعة وقف إطلاق النار وأعمال العنف من جميع الأطراف في سوريا ودفع الانتقال السياسي الشامل والتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2139 لتحقيق الحل السياسي للمسألة السورية في يوم مبكر، وذلك حرصا على الحصلحة العليا للأمة والوطن.

قال الوزير وانغ يي إن ما يهتم به الجانب الصيني في المسألة السورية هو حماية المصلحة الكلية والبعيدة المدى للشعب السوري، والحفاظ على السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، والتمسك بالقواعد الأساسية للعلاقات الدولية التي تمثل شريان البقاء للدول النامية وخاصة الدول الصغيرة والمتوسطة. يحرص الجانب الصيني على مواصلة دوره البناء في دفع الحل السياسي للمسألة السورية، وهو على استعداد للبقاء على التواصل والحوار مع الائتلاف الوطني وكافة الأطراف السورية الأخرى.

ومن جانبه، أكد السيد أحمد الجربا على اعتقاد الائتلاف الوطني بأن الحل السياسي هو الأسلوب الأمثل لإنهاء الأزمة السورية، وأن الائتلاف سيتعد للمشاركة في الجولة الثالثة من مفاوضات جنيف في حال توفر النية الصادقة من قبل الحكومة السورية. إن الصين دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وتحافظ على العلاقات المتميزة مع كافة الأطراف، فآمل في أن تقوم الصين بدور مهم لدفع الحل السياسي للمسألة السورية حتى يتم التوصل إلى حل متوازن للمسألة.

إن استضافة وفد الائتلاف الوطني السوري في الصين هذه المرة جاءت في إطار الجهودالفعالة والمتوازنة التي يبذلها الجانب الصيني لدى كافة الأطراف المعنية في سوريا لحثها على التفاوض، وسنواصل هذه الجهود بشكل دؤوب في المستقبل لتحقيق الحل الشامل والمناسب للمسألة السورية.