中文 English الاتصال بنا الأرباط المعنية
   صفحة رئيسية  > المواضيع الخاصة > الدورة السابعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي
التشارك في بناء "الحزام والطريق" من أجل مستقبل أفضل للتعاون الصيني العربي
2016-05-13 16:40

بان ويفانغ*

كان طريق الحرير القديم يربط بين الأمتين الصينية والعربية، بما يمثل سجلات عظيمة في تاريخ التبادلات الحضارية. واليوم، مرت 60 سنة على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والدول العربية، وظل الشعب الصيني والشعوب العربية تتعاون خلالها كتفا إلى كتف، من أجل صيانة الكرامة الوطنية، واستكشاف الطرق التنموية، وتعزيز التبادلات الإنسانية والثقافية؛ فقد أصبحا شركاء مهمين على أساس الثفة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك والتنمية المندمجة. وحتى الآن، أسست الصين مع ثماني دول عربية علاقات استراتيجية مختلفة الأشكال، وأصبحت الدول العربية أكبر مصدر للنفط الخام للصين، وسابع أكبر شريك تجاري لها. وهناك 183 رحلة جوية أسبوعيا تربط بين الجانبين.

بما أن طريق الحرير القديم كان فاتحة التبادل والتواصل بين الصين والعالم العربي، فإن "الحزام والطريق" الجديدين يتطلبان تشاركنا في بنائهما كشركاء طبيعيين. وتمر العلاقات بين الجانبين حاليا بمرحلة تنموية مزدهرة لا مثيل لها من قبل، ونشهد الآن إحياء لعظمة طريق الحرير القديم من خلال عملية التصميم والبناء لـ"الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" و"طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين".

وفي كانون الثاني (يناير) هذا العام، قام الرئيس الصيني شي جينبينغ بزيارة رسمية إلى الشرق الأوسط، مؤكدا خلالها أنه يتعين على الجانبين الصيني والعربي التمسك بالمرحلة الحاسمة في السنوات الخمس المقبلة، للتشارك في بناء "الحزام والطريق"، وتدعيم التعديلات الهيكلية ومباشرة الأعمال للتعاون المبدع، واتخاذ إجراءات لتحقيق الالتحاق في مجال الطاقة الإنتاجية من أجل الإسراع بوتيرة العملية الصناعية في الشرق الأوسط. وتم خلال الزيارة الإعلان عن سلسلة من الإجراءات المهمة لتعزيز التعاون، يصل إجمالي قيمتها إلى 55 مليار دولار أميركي.

إن هذه الزيارة خلقت وضعا جديدا للعلاقات الصينية العربية الاستراتيجية القائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة، وتلقت إقبالا حارا. ويرى محللون عرب أن روح طريق الحرير المتجسدة في السلام والتعاون، تتفق في معظم جوانبها مع القيم الإسلامية، وأن التعاون الصيني العربي هو تعاون يخدم المنفعة المتبادلة والكسب المشترك بكل معنى الكلمة.

وفي خلفية التطور المستمر للعلاقات الصينية العربية بشكل أوثق فأوثق، تم إنشاء منتدى التعاون الصيني العربي العام 2004، تلبية لمتطلبات العصر، بما يخلق منصة جديدة للتبادل والتعاون بين الجانبين الصيني والعربي، ويلعب دورا مهما في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والمالية والتكنولوجية والتعليمية. وعلى مرور 12 سنة منذ إنشائه، تنبثق عن المنتدى أكثر من 10 آليات؛ إذ تمت إقامة اجتماع كبار المسؤولين والحوار السياسي الاستراتيجي ومؤتمر التعاون في مجال الطاقة ومؤتمر رجال الأعمال وندوة الحوار بين الحضارتين الصينية والعربية، وغيرها من الفعاليات المنتظمة، بما يلقى اهتماما بالغا واشتراكا واسعا من الحكومات والأوساط التجارية والأكاديمية والثقافية من الجانبين الصيني والعربي.

وفي العام 2014، انعقد الاجتماع الوزاري السادس لمنتدى التعاون الصيني العربي بنجاح كامل. وتم خلال الاجتماع تشكيل معادلة التعاون الصيني العربي "1+2+3" المتمثلة في اتخاذ مجال الطاقة كمحور رئيس، ومجالي البنية التحتية وتسهيل التجارة والاستثمار كجناحين، و3 مجالات ذات تقنية متقدمة وحديثة تشمل الطاقة النووية والفضاء والأقمار الصناعية والطاقة الجديدة كنقاط اختراق في التعاون.

وخلال السنتين المنصرمتين، يشهد الجانبان الصيني والعربي تنفيذا تدريجيا للتوافق بينهما في المجالات كافة، بفضل جهودهما المشتركة. في الوقت الراهن، يحافظ الجانبان الصيني والعربي على تبادلات كثيفة رفيعة المستوى. وأصدرت الصين أول وثيقة خاصة بسياستها تجاه الدول العربية أوائل هذا العام، وتشارك بشكل مستمر وإيجابي في الجهود الدولية المتعددة الأطراف لحل القضايا الإقليمية الساخنة. إلى جانب ذلك، أصبحت الصين ثاني أكبر شريك تجاري للعالم العربي، وتم إبرام عقود مقاولات جديدة بين الصين والدول العربية بقيمة 46.4 مليار دولار أميركي، والتوصل إلى اتفاقية التشارك في بناء "الحزام والطريق" بين الصين وست دول عربية، كما انضمت سبع دول عربية بما فيها الأردن إلى البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية كدول أعضاء مؤسسة. وأقيم مركزان لمقاصة العملة الصينية في الدول العربية، وتم تشكيل صندوقين للاستثمار المشترك بين الجانبين الصيني والعربي. هذا بالإضافة إلى الافتتاح الرسمي للمركز الصيني العربي لنقل التكنولوجيا، والتوقيع على أول اتفاقية بشأن بناء جامعة مشتركة، والتوقيع على اتفاقية تشغيل منظومة "بيدو" للملاحة عبر الأقمار الصناعية في الدول العربية.

في الوقت نفسه، يتوثق التعاون الودي بين الجانبين في المجال الثقافي، حيث تمت إقامة فعاليات ناجحة في إطار سنة الصداقة الصينية العربية، وقام الجانب الصيني بتدريب 3363 موهوبا عربيا، وأرسل أكثر من 30 وفدا فنيا بلغ عدد أفرادها أكثر من 900 شخص، ودعا أكثر من 140 فنانا عربيا لتقديم العروض في الصين. كما أقام الجانب الصيني ملتقى وزير الثقافة الصيني ووزراء الثقافة العرب وملتقى رؤساء المكتبات الصينية والعربية ومنتدى طريق الحرير، وغيرها من المنتديات. كما نظم الجانب الصيني ورشة العمل حول التنمية والإدارة للدول العربية، واستضاف وفدين للشباب العرب، ووفدين للخبراء والباحثين العرب، ووفود الإعلاميين ورجال الدين والطلبة الوافدين في الصين.

وهذا الأسبوع، في يوم الخميس الموافق 12/ 5/ 2016، سينعقد الاجتماع الوزاري السابع لمنتدى التعاون الصيني العربي في الدوحة، وسيحضره وزير الخارجية الصيني وانغ يي على رأس وفد. خلال هذا الاجتماع، سيشرح وزير الخارجية وانغ يي التصورات الصينية المفصلة حول تعزيز التعاون، انطلاقا من إشراك الجانبين الصيني والعربي في بناء "الحزام والطريق" سويا، وتعزيز التعاون الصيني العربي الاستراتيجي. وذلك يشمل مضاعفة الجهود المشتركة مع الجانب العربي فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية، كالقضية الفلسطينية على سبيل المثال، وفيما يخص الترابط والتواصل، والتعاون في الطاقة الإنتاجية، والحوار بين الحضارات، وتطوير المنتدى. إضافة إلى ذلك، يتعين الإسراع في تنفيذ الإجراءات العملية التي أعلن عنها الرئيس الصيني شي جينبينغ، بما فيها تنفيذ القرض الخاص للعملية الصناعية في الشرق الأوسط بقيمة 15 مليار دولار أميركي، ومشروع التعاون في إنفاذ القانون بقيمة 300 مليون دولار أميركي، وإقامة 10 مختبرات مشتركة في إطار برنامج الشراكة الصينية العربية في مجال العلوم والتكلونوجيا، إضافة إلى تقديم الجانب الصيني 6000 منحة تدريب و6000 منحة دراسية خلال السنتين المقبلتين، ودعوة 600 مسؤول حزبي عربي لزيارة الصين، ودفع تبادل الزيارات والتواصل بين الفنانين الصينيين والعرب وبين المؤسسات الثقافية للجانبين.

يشكل التعاون الصيني الأردني جزءا مهما من التعاون الجماعي الصيني العربي، وتمثل علاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية الأردنية التي أعلن عن إقامتها فخامة الرئيس شي جينبينغ وجلالة الملك عبدالله الثاني في أيلول (سبتمبر) من العام الماضي، علامة فارقة في العلاقات الثنائية. وحاليا، تمر كل من الصين والأردن بمرحلة حاسمة للتنمية، ومن المؤكد أن التعاون العملي بين الدولتين سيحرز منجزات أعظم مع مساهمات منتدى التعاون الصيني العربي.

إن الصين تحرص على التشارك الشامل مع الدول العربية في بناء "الحزام والطريق" تحت إطار منتدى التعاون الصيني العربي، من أجل خلق مستقبل أفضل للتعاون الصيني العربي في التنمية!

*سفير جمهورية الصين الشعبية في الأردن

أخبر صديقك
  إطبع هذه الورقة