中文 English الاتصال بنا الأرباط المعنية
   صفحة رئيسية  > الأخبار
الفن الصيني المعاصر يخرج من الظل
2007-09-17 00:00

يويه مين جيون .. يستمتع بالضحك على العالم . يرسم نفسه على قطعة قماش : مجموعة من ضحكات يويه اثناء التدريبات العسكرية , ضحكة وهو يطير على ظهور الاوز , وضحكة على احداث عالمية تاريخية .

يويه فى الرابعة والاربعين من العمر .. لديه الان سبب لان يضحك فى عالم اليوم الواقعى . لوحته : " البابا " _ يوه يمزح وهو فى رداء كما البابا _ بيعت مقابل 2.14 مليون جنيه ( اكثر من 30 مليون يوان صينى ) فى مزاد سوثبى اللندنى فى يونيو 2007 , مسجلا رقما قياسيا جديدا للوحة فنية صينية معاصرة.

الرقم القياسى الاخر حامله ليو شياو دونغ الذى يبعث لوحته " مهاجرو المضائق الثلاثة الجدد " لقاء 22 مليون يوان فى مزاد بكين بولى الدولى فى نوفمبر 2006 .

انطلق الفن الصيني المعاصر الى عالم الفن الدولى . يويه ليس هو الفنان الصيني المبدع الوحيد الذى تروج لوحاته فى مزادات دولية : فهناك فنانون اخرون من بينهم : تشانغ شياو قانغ , فانغ لى جيون , ليو شياو دونغ , يانغ شاو بين .

نهوض الفن الصينى المعاصر أذهل الكثيرين . فقبل عشرين عاما لا غير , كان الفنانون المشاهير اليوم يصفهم جيرانهم كمثل " مانغ ليو " او " متسكعين عاطلين " ينتقلون من مواطنهم الى حياة لامشروعة فى مدن كبرى مثل بكين .

فى اوائل تسعينات القرن 20 , وهروبا من نظرات جيرانهم الغامرة بالشكوك , انتقل فنانون عديدون الى قرية بالقرب من " يوان مينغ يوان " _ القصر الصيفى القديم , فى ضاحية بكين الشمالية , حيث الايجارات ارخص , ويمكنهم الحياة فى جماعة .

قال يويه متذكرا الاستوديو الفسيح الخاص به فى بلدة سونغ تشوانغ : " كنا نسبب صداعا لرجال الشرطة المحلية الذين ظنوا اننا مثيرون للمتاعب . ببساطة , لا يريدوننا ان نعيش هناك ( يوان مينغ يوان ) , لكنهم ليس لديهم ادنى سبب للتخلص منا , لذلك ظلوا يترددون على بيوتنا . وكان صعبا ان نركز على الرسم . "

ومثل يويه .. فنانون كثيرون يعيشون حاليا فى سونغ تشوانغ بعد طردهم من منطقة يوان مينغ يوان فى اوائل تسعينات القرن الفائت . فى واقع الامر , انتقل نحو 1500 فنان من عموم بلادنا الى سونغ تشوانغ منذ عام 1994 , متخذين من هذه البلدة موطنا . تقع البلدة فى حى تونغتشو بضاحية بكين الشرقية , واضحت قاعدة رائدة للفن الصيني المعاصر.

الناقد الفنى الريادى _ يانغ وى الذى اثار اهتمام عامة الناس برسوماته الزيتية الساخرة لبنك الشعب الصينى , قال : " لايمكنك ان تتصور كيف تبدلت الحياة . اذا كسر عداد الكهرباء , بعثت السلطة المحلية فورا من يصلحه . فى الماضى , كانوا يحاولون طردنا بعيدا " .

الفن الصينى المعاصر شهد الازدهار منذ العام 1979 .. بعد الاصلاح والانفتاح الصينى على العالم . انطلق من سنوات عزلة طويلة عن مشهد الفن العالمى المعاصر الذى انطلق بعد 1945 .

اوجه قليلة , من الحياة الصينية الجديدة تصف بشكل افضل الانتقال القارى للبلاد من ماضيها الجماعى الى مستقبل اكثر فردية .

قال يويه : طريقة ادارة البلاد قد تغيرت . فخلال عهد الاقتصاد المخطط , كانت الصفوة التى تقرر ما ينبغى ان يقوله الناس او يعملونه " .

ينبغى للناس جميعا ان يصنعوا الفولاذ لان البلاد احتاجت الفولاذ او ينبغى نسج الاقمشة نظرا لنقص فى الاقمشة . المجتمع كان يدار من فوق الى تحت " .

" حاليا , ثمة فنون ابداعية خاصة كثيرة , تبدأ من فردية اساسية . الابداع ينمو فيتقبله التيار الرئيسى , وان التغيرات فى افكار المجتمع كمثل مسار الفنى الصينى المعاصر .

حول الفن المعاصر المشاهد الطبيعية بالبلاد ايضا . فقد شكل عدة معالم ثقافية فارقة من المصانع المتداعية او القرى المنعزلة فى بكين مثل المصنع 798 وجيو تشانغ ( مصنع مشروبات روحية ) وفانغ تساو دى ( المعشوشبة النضرة ) وقرية سوجياتسون وبلدة سونغ تشوانغ . وتضم المراكز الاخرى مو قان شان 50 على نهر سوتشو بشانغهاى وحى مستودع الفن فى تشونغتشينغ ومركز السطح الازرق للفنون فى تشنغدو .. كل المناطق الكثيفة السكان تزخر بالاستوديوهات والمعارض الفنية .

لى فنغ _ مدير قسم الرسم الزيتى الصينى على القماش فى مزادات بكين هواتشن , قال : " هذه الاحياء تكشف عن الوضع الحقيقى للفن الصينى المعاصر _ مهمش فى الظاهر , لكنه ينبض حيوية فى الواقع . "

وقال " لى " انه منذ " معرض النجوم " بعام 1979 الذى رمز ا لى انطلاقة الفن الصينى المعاصر قبل حظره سريعا , بزغت منصات جديدة . ومنذ عام 2000 , ضمت تلك معارض بينالى فى شانغهاى وتشنغدو وقوانغتشو .

يرى يانغ وى ان النهوض المفاجىء للفن الصينى المعاصر من تحت الارض الى الاضواء , انما هو نتيجة للنمو الاقتصادى المتواصل والاصلاحات الاجتماعية فى الصين .

" الفنانون المعاصرون الصينيون لديهم ميزتان . فمن جانب , ان العالم الخارجى يرغب فى معرفة الصين , والفنانون قنوات مهمة تقص على العالم حكايات الصين . ومن الجانب الاخر , ان الصين ترغب فى ان يرى العالم شيئا جديدا الى جانب السور العظيم والمدينة المحرمة . "

الجماعون الدوليون يركزون سريعا على الدول ذات التاريخ العريق والمجتمعات المتغيرة على وجه السرعة مثل الهند والصين . قال يانغ " تجربة الصين غير المسبوقة هى الجذابة لفنها المعاصر . الصين تستوعب الثقافات الغربية على اساس خلفية ثقافية تمتد الاف السنين من التاريخ . الصين تتغير بشكل لم يشهده التاريخ من قبل , وحتى المستقبل لا يمكن التنبؤ به " .

يعتقد بويه بان " الابداع " هو سحر الفن الصينى المعاصر " كل فنان يبذل جهده تعبيرا عن خبراته وافكاره الفردية " .

بيد ان جميع الفنانين لا يجدون المتعة فى الازدهار الحديث .

الفنان المدع جياو بينغ تشى قال : " المجتمع يتحدث عن المال طوال الوقت . وانتم الان تتحدثون عن الفن المعاصر بعد ان وصل الى سمعكم نبأ رواج مبيعاته . الفن المعاصر جاء الى الوجود كتمرد ضد الرأسمالية , غير انه يبدو راضيا عن الرأسمالية . نقد المجتمع والرأسمالية ينبغى ان يكون القيمة الجوهرية للفن المعاصر , لكن القيمة الجوهرية تخبو ."

الناقد هوانغ خه تشينغ قال فى كتابه " المؤامرة الثقافية " ان الفن المعاصر هو بالفعل" فن غربى صنع فى الصين " , وان الاهتمام المتزايد لهو شكل من " الغزو الثقافى " , والازدهار هو غالبا نفس ما فى الاتحاد السوفياتى السابق .

وبرغم الهموم , يركز غالبية الفنانين على ابداع اساليب خاصة بهم . ففنانون عديدون يوقعون موضوعاتهم او اساليبهم , مثل الصور القديمة على القماش لتشانغ شياو قانغ , والاوغاد الابرياء حليقو الرؤوس لفانغ لى جيون , والعنف الاحمر اللون ليانغ شاو بين .

قال يانغ شاو بين " لدى كل فنان اسلوبه الفردى فى ذهنه , ذاك هو موضوع الفن المعاصر . وهو المفتاح ايضا .

أخبر صديقك
  إطبع هذه الورقة